دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع السادس والأربعون
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"الطلب مقابل الإلحاح"
كما ناقشنا فى الأسبوع الماضي فى رحلتنا إلى التفكير والحياة بتراحم، فإننا بلا شك سنقابل تحدي لإعادة التفكير فى بعض الأفكار التي احتفظنا بها معظم حياتنا. للعديد منا أحد هذه التحديات سيطرأ عندما نريد "المحاربة" من أجل احتياجاتنا أو من أجل ما نؤمن به، وفى نفس الوقت الحفاظ على تراحمنا. بمعنى آخر كيف نحافظ على "الشغف" فى التراحم؟ كيف نحافظ على قوتنا، وحافزنا ورغبتنا بينما نفكر و نعيش بتراحم؟
فى كثير من الأحيان يتم سؤالي السؤال الآتي فى ورش العمل: "إذاً هل اهتمامنا باحتياجات الآخرين معناه أنه علينا التنازل عن احتياجاتنا؟" إجابتي تكون عادة : "التراحم لا يعني أن تكون ضعيفا، ولكن معناه أننا نستطيع التواصل مع احتياجات الناس كلها بما فيها احتياجاتنا الشخصية".
عندما ندمج الوعي باحتياجاتنا إلى اعماقنا قد يكون مماثلا لتعلم كيفية التوفيق. فى البداية نصبح واعيين باحتياجاتنا ثم احتياجات الآخرين ثم احتياجاتنا مجددا. مع الممارسة نتعلم أن نتمسك بجميع الاحتياجات فى إدراكنا فى نفس الوقت، هذه مهارة ومفتاح للحياة بتراحم.
الطلب
يمكننا التفكير فى الطلب كمتابعة استراتيجية معينة بدون الوعي بالاحتياجات، فى الطلب قد نرغب من أفراد آخرين أن يساهموا فى احتياجاتنا بدون النظر إلى استعدادهم أو احتياجاتهم. قد "نرتبط" بشخص معين أو تصرف أو حدث، ولا نستطيع سماع "لا"… من أنفسنا أو من الآخرين أو من ظروف الحياة (انظر الأسبوع #١٣ ، #١٦ ، و #٢٤).
عندما تعلمت هذا المبدأ فى البداية كنت أميل إلى استخدامه كطريقة "لجعل الأفراد على خطأ". عندما اعتقدت أن أحداً ما كان غير واع باحتياجاتي، كنت أقول أشياءً مثل "هذا أمر!" فى البداية كنت أشعر بالإحباط من أنهم لم يرغبوا فى معرفة المزيد عن تصريحي هذا. ومع الوقت فهمت أنني أستخدم وعيي كسلاح للحكم، ولم يفلح هذا أبدا.
وبعد توضيحي لهذه النقطة، فإنني أجد أنه من المفيد جداً التعرف على "الطلبات" والتفكير فيهم على أنهم إشارة قد تكون من المفيد أن تزيد الوعي بالاحتياجات – احتياجاتي أو احتياجات شخص آخر – حتى نزيد من مستوى التواصل والترحم.
الإصرار التراحمي
قد نعتبر الإصرار التراحمي كتصرف نابع من الوعي باحتياجات الكل، بإصرار (ربما سعيد، ممنون، أو ملهم) لتحقيق احتياجاتنا الخاصة.
فى الإصرار التراحمي نكون منفتحين على سماع "لا" خلال طريقنا لتلبية احتياجاتنا.. ليس بسبب أننا مستعدون لترك احتياجاتنا غير ملباة، و لكن بسبب أننا نريد تلبية احتياجاتنا بطريقة تراعي احتياجات الآخرين أيضا، و بطريقة فعالة وقابلة للتنفيذ بالنسبة لنا، قد نفكر فى الإصرار كـ "طلب" شغوف وملهم (انظر الأسبوع #١٣ و#٢٤)، كطريقة لملاحقة احاتياجاتنا بالتوافق مع احترام ومراعاة احتياجات الآخرين.
فى الإصرار نتفهم أنه هناك على الأقل عشرة آلاف طريقة لتلبية احتياجاتنا، و هذا التفهم يفتح الطريق لاحتمالات وأساليب مبتكرة أحب أن أطلق عليها : "تحرير الإدراك بالاحتياجات".
التحدي الذي يواجهنا
الإصرار يتطلب منا أن نتذكر أن احتياجانا مختلفة عن الاستراتيجيات التي نختارها، يتطلب هذا قدرتنا على التعاطف مع الذات حتى فى أوقات الألم، يتطلب منا أن ننظر فى ما وراء ارتباطاتنا لنري طاقة الحياة التي تقودنا.. كل ذلك مع الحفاظ على الشغف و التراحم فى قلوبنا.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم.
تجربة عملية
"ملاحقة احتياجاته"
منذ حوالي ثلاثة عشر سنة ماضية، عندما كنت أعيش فى مانهاتن، كنت قد بدأت فى استضافة مجموعات ممارسة أسبوعية فى بيتي بالجهة الغربية العليا من المدينة. فى هذا الوقت كان "هاربو" كلبي يعيش معي.
بعد عدة أسابيع من المقابلات، قد أصبح واضحا بالنسبة لنا أن وجود هذا الكائن الجميل والمحب معنا كان يصعب من أن نكون حاضرين بالكامل مع بعضنا الآخر. كلنا اتفقنا على أننا على الرغم من أننا نحب "هاربو" ولكنه سيكون من الأفضل أن يبقى فى غرفة النوم بينما كنا نتقابل فى غرفة المعيشة.
لذا و فى "الأسبوع الثالث"، وبينما كانت المجموعة مجتمعة، أرسلت "هاربو" إلى غرفة النوم في أخر الشقة، كان يمتلك العديد من أساليب التعبير بالنسبة لكلب، كما كان يستوعب ما أطلبه، ولذا عندما قلت له أنه : "حان الوقت للذهاب إلى غرفة النوم" فتوجه إلى الغرفة. سهل نسبياً.
وبعد ثلاثين ثانية، لاحظت عينين تحومان بين الردهة وغرفة المعيشة، وكانا وكأنهما يقولان : "هل يمكنني العودة الآن؟" وكان ردي: "ليس الآن هاربو، اذهب إلى غرفة النوم." و مجددا اتجه "هاربو" إلى الغرفة. سهل نسبياً.
و عندما هممنا بالبدء في اجتماعنا لاحظت تلك العينين مجددا، كانا وكأنهما يقولان: "هل يمكن الآن؟" و كان ردي : "ليس الآن هاربو، اذهب إلى غرفة النوم." و مجددا اتجه "هاربو" إلى الغرفة النوم. تكرر هذا الأمر ثلاث أو أربع مرات بنفس النتيجة حتى استوعب "هاربو" أخيرا أن الموضوع سوف يأخذ وقتا.
أتذكر أنني كنت أشعر ببعض من الدهشة من كيف كان تعاملي مع "هاربو" مريحا، وعندما فكرت في ذلك استوعبت أن تكرار تصرف "هاربو" كان لأنه يقوم بطلب من أجل احتياجاته. لم يجري إلى داخل الغرفة ويحاول تجاهلي، كان يحاول أن يؤكد بصدق معي واصرار على طلبه. وفى كل مرة كان منفتحا على كلمة "لا" الصادرة مني، كان مجرد يحاول أن يرى إذا كان وقت الطلب الجديد مختلفا عن الذى قبله.
و فى نهاية الأمسية، ناديت على "هاربو" حيث جاء إلى الغرفة وقام بتحية الجميع ثم جلس بجانبي على الأريكة بعد رحيل الجميع.
و على الرغم من أنها كانت مجموعة جيدة مع الكثير لأتعلم منه، فإنني قد تعلمت أكثر شيء من "هاربو". لقد علمني أن "لا" تعني "لا" فى هذا الوقت. يمكنني أن أسمع "لا" كأنها ليس الآن، وكلما كان باستطاعتي أن أسمع "لا" بهذه الطريقة، فيمكنني أن أكون حاضرا من أجل احتياجاتي ومنفتح ليس فقط لاستراتيجيات الأخرى ولكن أيضا لأوقات الأخرى، شكرا مجددا صديقي ومعلمي الصغير.
تدريبات هذا الأسبوع
التدريب # ١ - حرر نفسك – فكر فى كلمة "لا" كما كنت تسمعها. قد تكون من شخص آخر أو منك شخصيا أو من ظرف ما فى حياتك.
ثم قم بكتابة الاحتياج (الاحتياجات) التي تحاول تلبيتها وأنت تسمع تلك الـ "لا".
بعد ذلك قم بكتابة من عشرة إلى خمسة عشر طريقة أخرى يمكن أن تلبي بها هذا (أو هذه) الاحتياج (الاحتياجات) بينما مازلت تسمع كلمة "لا".
التدريب # ٢ – الإصرار – فكر فى طلبين تواصل على الاقل يمكنك فعلهم قد يساعدونك لمعرفة إذا أي من الاستراتيجيات التي تفكر بها "قد تنجح".
نعم، قد تكون هذه مجموعه من ثلاثين طلب.
تذكر أن تلك استراتيجيات "قد تنجح". حتى إذا كنت تظن أن الإجابة ستكون "غالبا" بـلا، اسأل على أى حال. فى الإصرار من المقبول أن نسمع "لا" وقد نعيش بعض الاختيار والوفرة اذا تصرفنا بناء على الشغف والتراحم.
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس
الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،
الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون،
،الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،
الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون، الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع السابع والثلاثون،
الأسبوع الثامن والثلاثون، الأسبوع التاسع والثلاثون، الاسبوع الاربعون، الاسبوع الحادي والاربعون، الاسبوع الثاني والاربعون، الاسبوع الثالث والاربعون،
،الاسبوع الرابع والاربعون، الاسبوع الخامس والاربعون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦