top of page

 

 

 

  دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥

الأسبوع الخامس عشر

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"ملاحظة وتنمية جودة التواصل"

"المزيد حول الطلبات"

 

يفكّر العديد منا في الطلبات على أنها "تنفيذ الأشياء المطلوبة". هذا بالفعل جانب مهم للطلبات؛ حيث يساعد على الوصول إلى حياة أروع وأكثر تراحمًا. ولكن هناك طريقة أخرى يمكن من خلالها صياغة الطلبات بصورة أكثر وعيًا وتيسيرًا لحياتنا؛ ألا وهي: الطلبات التواصلية.
 

ما هو التواصل على كل حال؟

من أجل تحقيق أهداف هذه الدورة، وبهدف الوصول إلى حياة أكثر تراحمًا، يمكننا القول بأن "التواصل" بين شخصين أو أكثر يقوم على أربعة مبادئ:

 

١- أنا أتفهّم مشاعري واحتياجاتي وأستطيع التعبير عنها.

٢- الآخر يتفهّم مشاعري واحتياجاتي ويستطيع التعبير عنها.

٣- الآخر يتفهم مشاعره واحتياجاته ويستطيع التعبير عنها.

٤- أنا أتفهّم مشاعر واحتياجات الآخر وأستطيع التعبير عنها.

 

بمرور الوقت، رأيت أن التراحم يزدهر في حال توافُر هذه المبادئ الأربعة. فهناك شيء جميل، بل ويكاد يكون سحري، يحدث حين يتوفّر هذا القدر من التفهّم.


 

إن امتلاك الوعي والقدرة على الإدراك والمهارة اللازمَين للوصول إلى هذه المبادئ الأربعة لهو عمل عظيم، ويساعد بشكل رائع على الانتقال من "حالة عدم التواصل" إلى "حالة التواصل".هنا يبرز دور"الطلبات التواصلية".


 

ما هو الطلب التواصلي؟

الطلب التواصلي هو طلب من شأنه تنمية "جودة" تواصلنا مع الآخرين (وأحيانًا مع أنفسنا). أي درجة من التراحم يمكن أن نبلغها حين نناقش أو نطلب أمرًا ما من الآخرين، إن لم نكن ندرك احتياجاتهم وإن لم يدركوا هم أيضًا احتياجاتنا؟ من أجل الوصول لفهم أوضح، نستطيع استخدام الطلبات لزيادة وعينا.

يمكن اعتبار أن "جودة التواصل" تقع على عدة مستويات، ومن ثمّ استخدام الطلبات التواصلية٠ المترابطة للانتقال من مستوى إلى آخر، إلى أن نصل إلى مرحلة يمكن أن نطلق عليها "التواصل النقي".
 

المستوى صفر

المستوى صفر هو حين نكتشف إذا ما كان الطرف الآخر الذي نريد التواصل معه لديه أي اهتمام بالاستماع إلى ما نريد أن نقوله. يمكننا أن نشبّه هذا بقولنا: "أنا أتساءل، هل أنت مستعد للحديث بخصوص العشاء؟". في نهاية المطاف، يُعد الحديث إلى شخص لا يهتم أو لا يريد الاستماع بمثابة النفخ في بالون مثقوب؛ لا يصل بنا إلى أية نتيجة.

 

المستوى الأول

بمجرد أن نتوصّل لاتفاق مشترك على الحديث، يبدأ المستوى الأول برغبة طرف في الاستماع إلى ما يقوله الطرف الآخر. ويمكننا معرفة إذا ما كان الطرف الآخر قد استمع فعليًا إلى ما قلناه بأن نطلب منه إعادته علينا؛ مثلاً: "هل تستطيع أن تكرّر ما سمعتني أقوله؟". في نهاية المطاف، إذا لم يستطع الطرف المُستمع أن ينصت إلى ما نقوله، فما مدى التواصل الممكن حدوثه؟ في تقديري القليل، هذا إن حدث. الشيء المفاجئ في ذلك بالنسبة لي هو أننا، في أحيان كثيرة، نعتقد أن الطرف الآخر قد أنصت إلى ما قلناه، في حين أنه لم يفعل على الإطلاق. حاول أن تراقب ذلك بنفسك، سوف تندهش على أقل تقدير، إن لم تُصدم.

 

أذكر جيدًا اليوم الذي اكتشفت فيه هذا الأمر منذ عدة سنوات، حين بدأت أسأل أولادي أن يردّدوا على مسامعي ما سمعوني أقوله. في٨٠٪ من الأوقات سمعت نفس الإجابة:" هل بإمكانك أن تكرّر ما قلته يا أبي؟". حينها أدركت أن أولادي ربما لم يسمعوا ٨٠٪ ممّا قلته طوال الستة عشر عامًا الماضية! لقد فسّر لي هذا الكثير(ابتسامة ساخرة).

 

المستوى الثاني

بعد أن نطمئن إلى أن الطرف الآخر قد استمع بالفعل إلى ما قلناه، يمكننا البدء في تفهّم ما بداخله، الآن وقد أنصت إلينا بالفعل.

؛ وربما نريد حينها أن نبدأ في تكرار ما نسمعهم يقولونه أيضًا.

 

وقد يتجسّد طلب التواصل في مستواه الثاني في عبارات مثل: "شكرًا لإنصاتك لي. أنا أشعر بالفضول تجاهك؛ فهل ترغب في إخباري بما تمر به أو تشعر به بعد أن استمعت إليّ؟". هنا يكمُن الاختلاف الكبير بالتعرّف على المشاعر والاحتياجات... وليس فقط الكلمات.

 

المستوى الثالث

المستوى الثالث هو عندما نتأكد من أننا نفهم ما تم التعبير عنه في المستوى الثاني. قد يبدو هذا مثلاً، "أود أن أكون على يقين أنني فهمتك، هل يمكنني أن أردد هذا لك لكي أكون على يقين؟" أو على سبيل المثال: "أعتقد أن ما سمعته كان .................. هل هذا دقيق؟". إذا كانت الإجابة بـ"لا" في هذه المرحلة، عُد إلى المستوى الثاني، أمّا إذا كانت الإجابة بـ"نعم"، فأنت جاهز للمضيّ قدما...

أجد أيضًا من الأشياء المفيدة محاولة تكرار ما قاله شخص ما، إذا ما انتبهت إني اشعر بالتحفظ أو أنني بدأت أفقد تركيزي، وأردت أن أكمل الحديث معه منتبهًا لما يقوله.
 

المستوى الرابع

يكمّل المستوى الرابع "الدائرة" الأساسية للحوار. نحن الآن نتشارك ما نمرّ أو نشعر به بعدما استمعنا إلى مشاعر واحتياجات الطرف الآخر، واستمع هو إلينا.

يمكننا أيضًا قول شيء ما مثل: "هل هناك شيء آخر تود إخباري به؟". فإذا كانت الإجابة بـ"نعم" في هذه المرحلة، عُد إلى المستوى الثاني، أما إذا كانت الإجابة بـ"لا"، يمكننا المضي قدمًا..

 

"أنا أتساءل إذا ما كان لديك متّسع من الوقت لتنصت إلي ما أمرّ أو اشعر به الآن بعد أن فهمت ما تشعر به عندما استمعت لك". هذا الخطاب يمكن أن يقودنا إلى المستوى الرابع والخامس والسادس والسابع، بل وأكثر من ذلك، حتى نصل إلى ما نسمّيه "بالتواصل" أو التفاهم التراحمي.
 

في نهاية الأمر، وعندما نصبح بارعين في مهارة الإبطاء وترديد الكلمات وطلب الترديد من الطرف الآخر، وبالتالي زيادة التواصل معه، سنجد أننا نخوض "معارك" أقلّ وندخل في "حوارات" أكثر، فهذا هو السبيل لخوض النزاعات مع الاحتفاظ بالتراحم في داخلنا.

 

هذا يمهّد لنا الطريق لـ"طلب التفاعل". من خلال تجاربي العديدة، أدركت أننا ما إن نبلغ حالة "التواصل" أو "التفاهم التراحمي"، تغدو طلبات التفاعل سهلة المنال.

 

هذا بالفعل به تحدي ويتطلّب منّا القدرة على التعاطف الذاتي والتعاطف والتأنّي والمزيد من التعاطف الذاتي، والتعاطف من جديد، وهكذا... المهم أننا نسير على الطريق الصحيح.

 

لازال هناك المزيد لنتعلمه كلّما تقدمنا في دورة التراحم...

 

تجربة عملية

"هل يمكنك أن تخبرني بما سمعتني أقوله؟"

في فترةٍ ما كان ابني خارج المدرسة، عاطل عن العمل وليس لديه مال، وكان يعيش معي في شقّتي في مدينة نيويورك. أدركت حينها أنه كان مفلساً تماماً، لذا قرّرت إعطاءه بعض المال، كما أنني لاحظت تعارضًا إلى حدٍ ما في مشاعري لأنه كان يدخّن السجائر، وكنت متأكّداً من أنه يستخدم المال لشرائها. كنت أعرف أيضًا أني لم أعد مهتمًا بإرغامه على شيء بسبب المال أو لأي سبب آخر، وأردت أن أدعمه فيما اختار القيام به. قلت ذلك، وأردت أيضًا أن أشاركه قلقي، وكان حديثنا كالآتي:

 

أنا:" بات، هناك بعض المال، وأنا أعلم أنك في حاجة إليه، لذا أريد أن أعطيك إيّاه. أعلم أيضًا أنك تدخّن السجائر، وربما تشتري بعضها بهذا المال. أنا فقط أريدك أن تعرف أني أشعر بتعارض في مشاعري.

 

استجاب بات عن طريق دفع يدي المليئة بالأوراق النقدية قائلاً: "حسنًا، وأنا لن آخذها".

 

أنا (متفاجئ): "بات، أنا أتساءل ما الذي سمعتني أقوله لك الآن؟".

 

بات: "قلت أن ليس بإمكاني أن آخذ المال إذا كنت أدخّن السجائر".

 

أنا: "لا، أنا أقول لك يمكنك أن تأخذ المال، إلا أنني أشعر بالتعارض لأني متأكد أنك ستشتري به السجائر. هل يمكنك أن تردّد ما سمعته الآن؟".

 

بات: "بالتأكيد. أستطيع أن آخذ المال. أنا فقط لا يمكنني شراء السجائر به".

 

أنا: "شكرًا، ولكن هذا ليس هو ما قلته. قلت لك يمكنك أن تأخذه، افعل ما تريد به. أنا فقط أريدك أن تعرف أنني أشعر بالتعارض. من فضلك، هل بإمكانك أن تردّد ما سمعته الآن؟"

 

بعد وقفة تحدّث قائلاً: "نعم ... أنت قلق عليّ".

 

أنا: "نعم. شكرًا لك".
 

أدركت أنه بعد سنوات عديدة من الإكراه، كان من المنطقي لبات سماع كلماتي على إنها إكراه، حتى لو كان ذلك ليس في نيتي هذه المرة. كنت سعيدًا للغاية أننا علقنا في هذا الموقف، ووصلنا إلى هذه النتيجة: التواصل.

 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب# ١ – حاول الحصول على بعض التواصل – في المرة القادمة، حين تعتقد أن رسالتك قد لا تصل، حاول أن تطلب ترديد كلامك. تذكّر، إذا قلت: "هل يمكنك أن تردّد ما سمعتني أقوله للتو؟"، قد يُفسّر هذا بسهولة على أنه "اختبار".

 

أمّا إذا قلت شيئًا مثل: "هذا أمر مهم حقًا بالنسبة لي، وأريد التأكّد من أنني كنت واضحًا، وأننا متفاهمين. هل لك أن تقول لي ما سمعتني أقوله؟"؛ سيخلق هذا على الأرجح تجربة مختلفة وأكثر تواصلاً.

 

يمكنك أيضًا أن تحاول استخدام بعض هذه الطلبات لبناء التواصل:

١- "بعدما سمعت للتو ما قلته، هل يمكنك أن تخبرني بما يدور بداخلك؟"

 

٢- "هل يمكنك أن تخبرني كيف تفهم مشاعري واحتياجاتي؟"

 

٣- "هل يمكنك أن تخبرني كيف تشعر حيال ما قلته للتو؟"

 

٤- "هل يمكنك أن تخبرني ما يخطر لك إزاء ما قلته للتو؟"

 

٥- "هل لي أن أردّد ما أعتقد أني سمعتك تقوله؟"

 

تدريب#٢ - مراجعة ودعم نفسك - راجع الأسبوع الثالث عشر


 

تدريب#٣ - طلب التواصل مع الذات - المرة القادمة التي تشعر فيها بضيق، اسأل نفسك: "ماذا الذي أحتاجه الآن ولا أحصل عليه؟". نعم كما ذكرت سابقاً، يمكنك أن تطلب التواصل من نفسك أيضًا.

 

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات 

 

رابط المكالمة الشهرية: ٢٠ يناير ٢٠١٥

 

برجاء الضغط على:

“Dial in via our VoIP Dialer”

ثم ادخال الآتي:
 

Conference call dial in number: (605) 562-3140

Dial in code: 746962

 

لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)

 

برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش

 

اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥

 

bottom of page