top of page

 

 

 

  دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥

الأسبوع الثالث عشر

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"جعل الحياة أكثر روعة مع الطلبات"

قمنا خلال الأشهر القليلة الماضية بتطوير وعينا بطاقات الحياة التي نعرفها الآن باسم العالم الموازي للمشاعر والاحتياجات. إن الرحلة إلى هذا الوعي هي التي تقودنا إلى "الفهم التراحمي" لأنفسنا وللآخرين.

انطلاقًا من هذا الوعي أو هذه الحالة من الفهم التراحمي، يمكننا المضيّ نحو تنفيذ "الاستراتيجية" بطريقة جديدة وأكثر تراحمًا. كما ناقشنا من قبل (انظر الأسبوع الرابع)، فإن الاستراتيجيات ليست هي الاحتياجات، بل هي الطريقة التي نحاول بها تلبية الاحتياجات. وكما ناقشنا في الأسبوع الأول، فإن كل ما نفعله هو محاولة لتلبية الاحتياجات. نعم؛ إن كل ما نفعله هو عبارة عن استراتيجية.

 

كيف إذًا نربط فهمنا التراحمي بأفعالنا؟ كيف نتحرك على ظهر هذا الكوكب وفقًا لقيمنا واحتياجاتنا؟ إنها الطلبات.

 

ما هي الطلبات؟

في مجال التفكير والفعل التراحميَّين، تعدّ الطلبات الطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين ومع أنفسنا؛ لتغيير حياتنا، و جعلها أكثر روعة.

من أجل تحقيق أهداف هذه الدورة، سوف نكون محدّدين جدًا في شرح خصائص الطلب التراحمي.

 

قابلة للتنفيذ

يجب أن يكون الطلب قابلاً للتنفيذ. بمعني آخر، يجب ألا يكون الغرض منه "التوقّف" عن فعل شيء ما. لقد تعلّمنا أن كل ما نفعله هو محاولة لتلبية احتياج معين، وأن الاحتياجات هي نبض الحياة؛ لذا إذا طلبنا من شخص ما "التوقّف" عن فعل شيء ما، فإن ذلك يعني أننا نطلب منه التوقّف عن عيش حياته.

لزيادة فرص الحصول على تفاعل تواصلي يخدم حياتنا، نحن مطالبون بأن نطلب من الناس -بمن فيهم أنفسنا- أن "يفعلوا" أشياءً يلبّون بها احتياجاتهم، وتساهم أيضًا في تلبية احتياجاتنا. بهذه الطريقة، سوف يحرصون على تلبية احتياجاتهم في حين نتمكن من تلبية المزيد من احتياجاتنا. هكذا، يمكننا أن نزيد من احتمالية ألا تكون محاولتنا لتلبية احتياجاتنا مع الآخرين على حساب احتياجاتهم.

 

محدَّدة

يجب أن يكون الطلب محدَّدًا: "عزيزي، هلا تتحدث إليَ من فضلك كما لو أنك تحبني؟". كيف أفعل هذا؟ حتى لو كنت أرغب في القيام بهذه المحاولة، قد لا يكون لديّ حقًا أدنى فكرة، كيف أفعل ذلك؟

لقد لاحظت أن الناس عادة ما يكونون على استعداد للتجاوب معي، خاصة إن لم يكن ذلك على حسابهم. الفكرة أنه يفيدهم كثيرًا أن يكونوا على علمٍ بكيفية فعل ذلك.

على سبيل المثال: "عزيزتي، أعتقد أنك غاضبة الآن. أيمكننا أن نأخذ مهلة لمدة دقيقتين للاطلاع على ورقة الاحتياجات الملصقة على الثلاجة، ومعرفة أي احتياج لديك لم يلبّى، والتحدث عن ذلك؟".

 

الآن

الطلب هو شيء يمكن فعله "الآن". "هل يمكنك أن تُبقي غرفتك نظيفة من الآن فصاعدًا؟". واقعيًا، هل يمكن لأحد أن يجيب بـ"نعم" على هذا السؤال وهو على يقين أنه سيحدث فعلاً؟ في الغالب لا.

"هل يمكنك أن تخبرني بما تشعر به حين أطلب منك تنظيف غرفتك؟". هذا شيء يمكن فعله "الآن"، بالإضافة إلى أنه قابل للتنفيذ ومحدّد.

 

الاحتياجات

يشير الطلب إلى احتياج ما. وفقًا لتجربتي، يرغب الناس في التفاعل معي بصورة أكبر حين يكونون على علم بكيفية التفاعل معي (احتياجاتي). فكلما توافرت لديهم معلومات عن احتياجاتي، كلما كانوا أكثر قدرة على اتخاذ قرار صحيح. على سبيل المثال، إذا قلت: "أيمكنك أن تخبرني بما سمعتني أقوله الآن؟". هذا السؤال يمكن تفسيره بسهولة على أنه "اختبار"؛ ذلك ما كنت أقصده حين سألته لأولادي. مع ذلك، إذا قلت: "هذا مهم جدًا بالنسبة لي، فأنا أريد التأكد من أنني كنت واضحًا بما يكفي، وأننا نفهم بعضنا البعض، هل يمكنك أن تردد ما سمعتني أقوله؟". هذا السؤال يمكنه على الأرجح أن يخلق تجربة مختلفة وأكثر تواصلاً.

 

الاستعداد لسماع كلمة " لا"

إذا كنت أنوي أن أعيش حياة أكثر تراحمًا، يجب أن أكون على استعداد لسماع كلمة "لا". قد يكون هذا صعبًا حقًا إن كنت أتّبع استراتيجية واحدة؛ إذ قد يبدو كما لو أن احتياجي لن يُلبّى أبدًا، ومن ثَم قد يجد الخوف وفقدان الأمل طريقهما إليّ.

حينما يكون وعينا منصب على "احتياجاتنا" وليس على "استراتيجيتنا"، يصبح بإمكاننا أن نسمع كلمة "لا" دون قلق أن احتياجنا لن يُلبّى، لماذا؟ لأن هناك ١٠ آلاف طريقة لتلبية أي احتياج. هذا هو تحرير "الوعي بالاحتياجات"؛ فعندما نكون متمسّكين باستراتيجية واحدة، يكون لدينا خياران فقط لا غير: إما تنفيذ الاستراتيجية، وإما لا. أما عندما نفكر بمنطق الاحتياجات، فإن عالمًا من الفرص يُفتح أمامنا.
 

إن استعدادنا لسماع كلمة "لا" يجعلنا قابلين لاحترام احتياج الآخرين للاختيار، بينما نسعى لتلبية احتياجاتنا. جميعنا يعلم كيف يكون الشعور حين يضع لنا شخص ما خطة مُسبقة للتصرّف... ليست تجربة تدعو للتواصل. كما نعلم جميعًا الألم الذي تولّده لدينا رغبتنا في جعل شخص ما يفعل شيئًا قد يكون ضد رغبته... ليس ممتعًا كذلك.

 

إن سماع كلمة "لا" وتقبُّلها يتيح لنا الحياة في عالم أكثر روعة، حيث يتصرّف الناس وفقًا لرغباتهم. بإمكاننا أن نساهم في خلق عالم من "العيش الإرادي"، بينما نخلق باستمرار حياة أكثر إمتاعًا لأنفسنا.

 

يتطلب خلق هذا المبدأ في حياتنا وعيًا بالاحتياجات. إذا كنا نؤمن بأننا "نحتاج شخصًا أن يفعل كذا..."، سنتمكّن من الوصول لهدفنا عن طريق تلقّي المزيد من التعاطف للوصول إلى الوعي باحتياجاتنا، وعن طريق العشرة آلاف استراتيجية المتاحة أمامنا. هكذا نستطيع أن نخرج من رأسنا فكرة أن أفعال الآخرين هي "احتياج" لنا.

ليس أمرًا سهلاً... ولكنه قابل للتنفيذ.

 

لازال هناك المزيد لنتعلمه كلما تقدمنا في دورة التراحم…
 

تجربة عملية

"ماذا سنفعل حيال هذه الأطباق؟"

ذات مساء، عدت من العمل إلى البيت، ولاحظت مجموعة من الأطباق المتّسخة بالحوض، بينما كان ابني جالسًا على الكنبة يلعب ألعاب الفيديو. ما المفترض أن يحدث في مثل هذا الموقف؟ أن أصرخ وأهدّد، وفي الغالب سيغسل كولين الأطباق، وسنصبح أنا وكولين في حالة غضب وعدم تواصل واستياء. لهذا، جرّبت شيئًا جديدًا هذه المرّة.
 

التعاطف الذاتي

صوتي الداخلي: "أريد أن أثق أن كولين سيغسل فعلاً الأطباق بعد الطعام إذا قال أنه سيفعل. أنا أيضًا متعب، وأرغب حقًا في الإحساس بالنظام والنظافة".

هدّأت نفسي قليلاً لاستيعاب ذلك لدقيقة أو اثنتين، تنفّست، ثم تذكرت أيضًا تقديري لقيمة التناغم، ورغبتي في التواصل مع ابني.

ولكن ها هو جالس على الكنبة يلعب ألعاب الفيديو. بدأت في الشعور بالغضب ثانيةً. ذكّرت نفسي بأن كل ما نفعله -حتى ابني الجالس على الكنبة- هو لتلبية احتياج. وبالرغم من أنني كنت مستاءً قليلاً، إلا أنني كنت أتصور أن التواصل مع ما يحدث في نفس كولين سيكون في النهاية أكثر إنتاجًا وإمتاعًا لكلينا، قطعًا أكثر من الصراخ والتهديد.

 

التعبير الصادق والتعاطف

بعد أن استغرقت بعض الوقت لأستعيد توازني، قلت لكولين: "أرغب حقًا في أن أرتاح الآن، وحين أرى الأطباق لازالت متسخة، ألاحظ أنني أغضب. أرغب في الحصول على المزيد من النظام والنظافة، خاصةً بعد يوم عمل شاق، وفي الوقت ذاته، أحب أن أعرف ماذا يحدث لك. أعتقد أنه سيكون من المفيد أن تخبرني بما يمنعك عن تنظيف الأطباق".

 

التواصل

كان يبدو أن كولين قد شعر بصدقي ورغبتي في التواصل. لقد نجحت طريقتي في "التعاطف الذاتي".

كولين: "واو! شكرًا لسؤالك يا أبي. الحقيقة أنني مجهد؛ فأنا أصحو في الخامسة والنصف صباحًا للذهاب إلى المدرسة، ولديّ أطنان من الواجب المنزلي، بالإضافة إلى تدريب الهوكي وعملي لثمان ساعات في الأسبوع. أنا أحاول أن يكون لي حياة، أحاول فقط أن أستريح".
 

أنا في داخلي: "أنا متفهّم ومستوعب شعوره بالإجهاد. يبدو أنه متعب حقًا. أرى أنه يحتاج فعلاً لفترة من الراحة".

أنا متحدثًا: "إذًا، أعتقد أنني أفهمك يا كولين. أنت ببساطة قد استنفذت مخزونك من الطاقة وتحتاج لراحة. هل الأمر كذلك؟".

 

كولين: "نعم! هو كذلك".

 

لقد فهمته. أستطيع استيعاب إحساس التعب والإجهاد الشديدين... ألا نستطيع ذلك جميعًا؟

 

عندما استمرت محادثتنا، ارتفعت معنويات كولين قليلاً، والتقت عينانا للمرة الأولى منذ أن عدت إلى المنزل.

 

أنا ثانيةً: "نعم، أفهم هذا يا صغيري. استرخينا قليلاً، وتنفّسنا؛ إذًا، ماذا نحن فاعلون بهذه الأطباق؟"

 

أذكر تلك اللحظة بوضوح شديد؛ كانت شديدة الاختلاف... كلانا جالس ويتساءل: ماذا سنفعل بتلك الأطباق؟ كنا فقط نجلس ونتسائل... لا نتشاجر.

 

بعد عدة دقائق، استدار كولين نحوي وقال: "انتظر هنا، سأعود حالاً". بعد برهة، عاد ومعه ورقة رسم بياني. القلم في يده، والإلهام على وجهه، قام برسم جدول الأسبوع، واستمر في ملئه. ذُكر في الجدول أنه سيتولّى مهمة تنظيف الأطباق أيام الاثنين والأربعاء؛ حيث لا يوجد تدريب هوكي، بينما يتولّى أخوه أيام الثلاثاء والخميس. الجمعة هو عادةً يوم البيتزا؛ لذا لم يكن يمثّل أي مشكلة، كما أنهم يقضون أغلب عطلات نهاية الأسبوع مع أصدقائهم أو والدتهم.
 

أخيرًا، مع قليل من الاستثناءات، تمكنّا من حل مشكلة الأطباق، والأكثر أهمية من ذلك؛ هو أننا تجاوزنا تلك الاستثناءات بمزيد من الفهم وقليل من "الأخطاء". تحوُّل سار بلا شك.
 

طبقًا لتجربتي، ما يجعل الطلب "تراحميًّا" هو النية لاستيعاب طاقة الحياة (المشاعر والاحتياجات) بداخلي وبداخل الآخر. بالنسبة لي، أستطيع عن طريق الطلبات أن أستوعب احتياجاتي وأن أعمل عليها بطريقة تستوعب قيم الآخرين وتقدّرها. إنه لشيء لطيف!
 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ – حرّر نفسك – فكر في كلمة "لا" سمعتها من أحد ووجدت صعوبة في (تقبّلها)، ثم دوّن الاحتياج أو احتياجات التي كنت تحاول تلبيتها من خلال الطلب الذي قوبل بالرفض.

 

بعد ذلك، اكتب من ٣ إلى ٥ طرق تستطيع بها تلبية احتياجك دون أن تسمع كلمة "نعم" من هذا الشخص.

 

تدريب # ٢ – الفهم التراحمي – بعد أن تنتهي من التدريب #١، تخيل ما الاحتياج أو الاحتياجات التي كان الشخص الآخر يحاول تلبيتها حين أجابك بـ"لا".

 

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات 

 

رابط المكالمة الشهرية: ٢٠ يناير ٢٠١٥

 

برجاء الضغط على:

“Dial in via our VoIP Dialer”

ثم ادخال الآتي:
 

Conference call dial in number: (605) 562-3140

Dial in code: 746962

 

لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)

 

برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش

 

اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥

 

bottom of page