دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥
الأسبوع الرابع
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"ما مشكلة الاحتياجات؟"
عندما بدأت في تطوير ممارستي للتراحم، انبهرت بمدى التواصل والتراحم الذي يمكن أن أكون عليه حين أدرك احتياجاتي، وقد صدمني هذا قليلاً.
لقد جعلني التدرُّب على ملاحظة الاحتياجات أنظر إلى أي شخص آخر باعتباره إنسانًا يشبهني تمامًا. ربّما يتصرف بطريقة مغايرة لطريقتي، وربّما يفعل شيئًا لا يعجبني، ولكن في النهاية، حين أكون "واعيًا بالاحتياجات"، أصبح أكثر تراحماً.
فمن خلال تجربتي أرى أنني حين أكون في تلك "الحالة" أو هذا "المجال" من "الفهم التراحمي"، قد أكره أو حتى أبغض أفعال الشخص الآخر دون أن أصدر عليه أحكامًا، ودون أن أكرهه هو شخصيًّا.
لذا فإن أحد الأشياء التي يمكن أن نفعلها لخلق وجود أكثر تراحماً هي التدرّب على رؤية الاحتياجات. لقد مرّ الكثير منّا بهذه التجربة في تدريبات الأسابيع الثلاثة الأولى؛ وهي مهارة سنعمل على تنميتها طوال هذه الدورة.
يمكن النظر إلى إدراكنا للاحتياجات باعتباره مَوطئ لخطواتنا نحو التراحم، وبتنمية إدراكنا، ينمو هذا الموطئ ليصبح مكانًا ثم حقلاً كاملاً.
هذا الأسبوع سوف أشارككم بعض طرق التفكير في الاحتياجات، والتي كان من شأنها تغيير حياتي على نحوٍ رائع.
ملحوظة: من الأفضل أن تكون قائمة احتياجاتك أمامك، وأنت تقرأ التالي:
ما هي حقاً الاحتياجات؟
كما قلت مُسبقًا: لقد أبهرني هذا الشيء المسمَّى بـ"الاحتياجات"، لذا فكّرت مليًا، وسألت نفسي: "ماذا يمكن أن نُطلق على شخص بلا احتياجات؟"، وفاجأتني إجابتي: "ميّت". فكّروا جيدًا، كل كائن حي له احتياجات، وبدون احتياجات، لا توجد حياة.
وبمزيد من التفكير تساءلت: "ما الاحتياجات إذًا؟" وفاجأتني إجابتي التالية أكثر: "الاحتياجات هي نبض الحياة، هي نعمة الحياة، وهي تَصوُّرنا للحياة".
أعتقد أن هذا هو أحد الأسباب الأساسية لكوننا نشعر بالتواصل عندما نفكّر في أنفسنا وفي الآخرين من خلال الاحتياجات والمشاعر، فنحن بذلك نتواصل مع الحياة.
الاحتياجات عالمية
الاحتياجات هي الأشياء المشتركة بيننا جميعًا، بالأخص كبشر، فنحن جميعًا لدينا حياة. وبنظري إلى قائمة الاحتياجات، أرى أن كل احتياج فيها أكون إما قد لبيته بالفعل، أو وددت لو أنني لبيته أكثر. أزعم أن هذا ينطبق علينا جميعًا. فالاحتياجات عالمية بغض النظر عن السن والنوع الاجتماعي والثقافة والاتجاه الروحي أو أي شيء آخر.
أليست هناك احتياجات حسنة وأخرى سيئة؟
يتساءل الكثيرون عن الاحتياجات مقارنةً بالرغبات، أو الأشياء التي نتمنّى الحصول عليها... إلخ. كثيرًا ما أسمع كلمات مثل: "احتياجات غير لائقة" أو"احتياجات غير مسئولة".
لقد لاحظت أن التفكير بهذه الطريقة يبعث على عدم التواصل، فإذا كنت تسعى لأن تكون على "حق"، يمكن لهذه الأفكار أن تفيدك إلى حد كبير. ولكن إذا كنت تسعى إلى مزيد من التراحم والفهم، فهي على الأغلب لن تساعدك.
وكما قلنا من قبل خلال هذه الدورة، إذا حكمت على تصرّفات أو رغبات شخص ما، فقد استخدمت هذا الفعل كفرصة لاكتشاف المزيد عن احتياجاتي (انظر أسبوع ٢). وإذا ركّزت على "احتياجاتي أنا"، بدلاً من "أخطاء الآخرين"، يمكنني أن أزيد من فرص التواصل والتراحم.
إذًا، وبالرغم من أنني أستطيع الحكم على تصرفات الآخرين بأنها "غير مقبولة" أو "غير مسئولة"، فإنه "لا حاجة لي بذلك" من وجهة نظر العيش التراحمي؛ إذ قلَّما ينتج عنه أي تواصل.
الاحتياجات ليست استراتيجيات
إذا ميّزنا بين الاحتياجات والطرق التي نتّبعها لإشباعها (الاستراتيجيات)، يصبح لدينا فرصة أكبر للانخراط في التفكير والفعل التراحمي.
لقد غيّر فهمي لهذا الفرق بين الاحتياجات والاستراتيجيات كثيرًا من طريقة رؤيتي لأي نزاع أو تصرُّف إنساني.
إليكم تدريب يساعدكم على فهم هذا التمييز: إذا نظرتم إلى قائمة الاحتياجات الخاصة بكم، ستجدون صعوبة في إيجاد كلمات مثل "عمل" أو "منزل" أو"زوج". والآن، فكّروا للحظة، وحاولوا إيجاد الاحتياجات التي يتم إشباعها بحصولكم على العمل أو المنزل أو الزوج. تدريب ظريف، أليس كذلك؟!
الاحتياجات لا تتصارع، ولكن الاستراتيجيات تتصارع
إذا ركّزنا على الاحتياجات بدلاً من الاستراتيجيات التي نلجأ إليها لتلبيتها، نرى الأشياء بشكل مختلف. يمكن القول بأننا عندما نكون في "وضع الاستراتيجيات"، يكون أمامنا خياران فحسب: استخدام الإستراتيجية أو عدم استخدامها. بينما عندما نكون في "وضع الاحتياجات"، يكون أمامنا عشرة آلاف استراتيجية متاحة لتلبية أي احتياج (بشكل مجازي بالطبع).
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلمّا تقدّمنا في دورة التراحم...
تجربة عملية
"لغز السيد والسيدة سميث"
عاد السيد والسيدة سميث كلاهما إلى المنزل من العمل في نفس الوقت. وعند دخولهما، توجّه السيد سميث إلى زوجته وعيناه تقريبا مغلقة، وقال لها بصوت متعَب: "عزيزتي، لقد مررت بيوم سيء جدًا في العمل، وأحتاج إلى بعض المساحة"، فاقتربت منه زوجته مباشرةً ووضعت رأسها على كتفه قائلة: "هذا غريب حقًا يا عزيزي، لأنني مررت أيضًا بأسوأ يوم في العمل على الإطلاق، وأحتاج إلى صُحبة. يجب أن أتحدّث حقًا عن هذا" .
هل هناك صراع احتياجات بينهما؟
انتظر!
قبل أن تجاوب، حاول أن تفعل الآتي:
١) اكتب ما تظن أنهما يحتاجان مستعينًا بقائمة الاحتياجات…كلاهما.
٢) اكتب ثلاث طرق تُمكّن كلاًّ منهما من تلبية هذه الاحتياجات…ثلاث طرق له... وثلاث طرق لها... من المفيد استخدام الخيال هنا.
عن نفسي، كلّما قمت بهذا التمرين، كلّما أيقنت أن احتياجاتهما لا تتصارع. بل يكمن الصراع في الاستراتيجية التي يستعين بها كل منهما للمساهمة في تلبية احتياجاته في نفس اللحظة.
من خلال تجربتي، عندما نختار أن نرى الأمور بهذه الطريقة (التفرقة بين الاحتياجات، الاستراتيجيات) يكون لدينا فرصة أكبر لتلبية احتياجاتنا، وفي الوقت ذاته، خلق فرص أكبر للمساهمة في تلبية احتياجات الآخرين.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب #١ – اقرأ قائمة الاحتياجات، ولاحظ ما تشعر به وأنت تقرأها.
تدريب #٢- اطبع نسخة من قائمة الاحتياجات، ثم اكتب بجانب كل احتياج مدى إشباعه في حياتك مستخدمًا مقياسًا من ١ إلى ١٠. (١=غير مُشبع على الإطلاق و١٠=مُشبع تمامًا).
تدريب #٣ – ملاحظة الاحتياجات – إعادة تدريب #٣ من الأسبوع الأول – احتفظ بمذكّرة معك طوال اليوم. اكتب من ١ الى ٥ فقرات يوميًا تتضمّن وصفًا لفعل أو كلام قاله شخص آخر، والاحتياج الذي تعتقد أنه يحاول تلبيته. تذكّر، سيساعدك كثيرًا أن تقتصر الكلمات التي تستخدمها على تلك الموجودة بقائمة الاحتياجات.
تدريب #٤ – تدريب التحرّر - فكّر في شخص ما تعتقد أنه يقف حائلاً بينك وبين تلبية احتياجك. اكتب هذا الاحتياج مستعينًا بقائمة الاحتياجات، ثم فكّر في ٣ طرق تمكّنك من تلبية هذا الاحتياج بدون هذا الشخص. من المفيد استخدام الخيال هنا أيضًا، سيكون من الملهم واللطيف أن تشاركنا نتائجك على صفحة الفيس بوك.
موارد المجتمع
تسجيل المكالمات (متوفرة بعد المكالمة الأولى)
رابط المكالمة الشهرية: ٢١ اكتوبر ٢٠١٥
برجاء الضغط على:
“Dial in via our VoIP Dialer”
ثم ادخال الآتي:
Conference call dial in number: (605) 562-3140
Dial in code: 746962
لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)
برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش
اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥