top of page

 

 

دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥

الأسبوع الثاني

التسجيل المتأخر متاح حتى ١٣ آكتوبر 

الساعة ١١ صباحاً بتوقيت القاهرة

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي

 

 

الفكرة

"بالرغم من أنه يمكننا رؤية جميع الأفعال على أنها محاولة لتلبية الاحتياجات، إلا أن معظمنا قد تعلّم شيئًا آخر"

تعلم معظمنا أن الناس يفعلون أشياءًا لأسباب أخرى، فقد تربينا على طريقة أخرى لرؤية أفعال الناس؛ فئة كاملة من الأسباب التي يمكن أن نطلق عليها "أحكامًا".

الصواب والخطأ

تعلم الكثير منا أن هناك مجموعة من الأشياء "الصحيحة"، ومجموعة أخرى من الأشياء "الخاطئة"، وأننا من المفترض أن نفعل الأشياء "الصحيحة"، وألا نفعل الأشياء "الخاطئة".

 

الخير والشر

لا يزال إضفاء صفة "الشر" على أفعال الناس هو التفسير المنطقي المتّبَع للسلوك الإنساني, ولعلّ هذا ما فعله كاتب كبير بصحيفة نيويورك تايمز العام الماضي حول مأساة فورت هود بالولايات المتحدة (حيث حدث إطلاق نار في معسكر حربي وصفه الكاتب الشهير بأنه فعل شرير).
 

يتشارك الكثير منا كذلك فكرة أن أشخاصًا بعينهم طيبون وأفعالاً بعينها طيبة.

 

يجب ولا يجب

بالنسبة لي، هذا هو أكثر أنواع الأحكام انتشارًا وصعوبة في التحديد. عندما كنت طفلاً صغيرًا، تعلمت أن أكون إنسانًا، وأن أكون ملائمًا من خلال معرفة ما "يجب"وما "لا يجب" عليّ عمله.

 

التراحم تجاه أحكامنا

في الأسبوع الماضي، استكشفنا فكرة "أن كل ما نفعله، نفعله لتلبية احتياج معين". يتضمّن هذا إطلاق الأحكام، فعلى سبيل المثال بوصفنا بعض الأشخاص بـ"الأشرار" نعرف كيف "نبتعد عنهم ونحمي أنفسنا منهم"، ويمكن أن يلبي هذا احتياجنا للأمان، وقد يكون أيضا محاولة "فهم" لماذا يتصرّف الناس كما يفعلون.

 

عندما أفكر في الأحكام بهذه الطريقة، يكون لدي فهم أعمق وأكثر تراحمًا مع الناس الذين يحكمون (وأنا منهم). هذا التفكير في "الاحتياج وراء الحكم" هو الذي يسمح لي بالوصول إلى التراحم، فلا أجد نفسي مجبرًا على "الحكم" على "الحاكمين".

 

إذَا حتى إن كنا نستطيع أن نرى كيف يمكن للحكم أن يساعدنا على تلبية احتياجات معينة، فإنه نادرًا ما يلبي احتياجنا للتواصل، ونادرًا ما يولّد التراحم.

 

لماذا إذًا أريد معرفة المزيد عن الأحكام؟

يمكننا النظر للأحكام على أنها مهمة لسببين؛ الأول: أنها قد تقطع التواصل بيننا وبين الآخرين، والثاني: (وياللسخرية) انها تجعلنا ندرك احتياجاتنا.

على سبيل المثال، تخيل أن أحد أتى إليك وقال "اسمع... أريد أن أتحدث معك عن كم أنت غبي"، هل تحب أن تخوض حوارًا كهذا؟ أم أنك ستشعر بالاستياء، وربما بالصدمة؟ أو بعدم التواصل؟

تخيل الآن أن أحدًا جاء إليك قائلاً "اسمع... أريد أن أتحدث معك عن إمكانية زيادة التواصل بيننا"، هل ستكون مهتمًا بتلك المحادثة؟ أعتقد ذلك.

يظهر هذا المثال تفاعلاً يمكن ملاحظته في جميع الأحكام. فكر في أي كلمة قد تستخدمها تعكس حكماً ما، ثم طابقها بشيء ترغب فيه، ولا يمكنك الحصول عليه... احتياج ما.

أناني – ربما ترغب في تبادل المشاعر أو التقدير؟

لئيم – ربما ترغب في الاهتمام أو التفهُّم؟

غبي – ربما ترغب في التفهُّم أو الفاعلية؟

 

عندما نستخدم لغة الأحكام:

١- نفقد التواصل وتقل فرصتنا في تلبية احتياجاتنا.

٢- لا نقوم فعليًا باستحضار احتياجاتنا إلى عقلنا الواعي، ومن ثم مرة أخرى يصعُب أخذها في الاعتبار أو تلبيتها.

٣- لا يكون ذلك مَرِحًا بقدر معرفة الاحتياجات الكامنة وراء الأحكام.

 

عندما نتمكّن من ملاحظة الأحكام وترجمتها إلى احتياجات عندئذٍ:

١- يمكننا الحديث مع الآخرين عن احتياجاتنا، مع إمكانية أكثر للتواصل في الوقت نفسه.

٢- يمكننا سماع أحكام الآخرين وترجمتها إلى احتياجات إذا ما أردنا خلق المزيد من التواصل معهم، والشعور بالمزيد من التراحم تجاه من يشعر بالألم.

 

إن ملاحظة ما نصدره من أحكام قد يمثّل تحديًا عظيمًا لنا، ولكن عندما نتعلم أن يكون لدينا تلك الملاحظة (أو الوعي) بالحكم، يمكننا أن نخلق موطئًا للتراحم.

 

تمنحنا مهارة أو عملية "ترجمة" أو "تفريغ" أحكامنا حتى نتفهم احتياجاتنا بشكل أوضح، الوعي الذي نحتاجه للتعامل بما يتلائم أكثر مع من نود أن نكون،  فالوعي بالاحتياجات يزيد أيضًا من فرص تلبيتها، مما يعزّز في نهاية المطاف سعادتنا وتراحمنا.

 

إن ملاحظة وترجمة الأحكام هي أحد أكبر التحديات والمكاسب في مجال التفكير التراحمي، ومع ذلك فهي تضيف الكثير من الفوائد.

أرحب بكم في رحلتكم إلى المزيد من السعادة والتواصل اللذَين سوف تشعران بهما كلما لاحظتم الأحكام، وحولتموها إلى فهمٍ أكثر تراحمًا للاحتياجات. لقد منحني هذا شعورًا أعمق بأن هناك معنى وهدف، شعورًا أعمق بالتواصل مع جميع من هم في حياتي؛ بدءًا من علاقة مدتها ثلاثون ثانية في مصعد، مرورًا بعلاقتي مع أهلي وأبنائي وأصدقائي،  والأهم من ذلك كلّه - مع نفسي.


 

تجربة عملية

"إلامَ نستمع؟"

"كيف يمكن للاستماع إلى الاحتياجات الكامنة في الأحكام أن يغيّر حياتكم، وحياة شخص آخر"

نظر ثلاثة أشخاص إلى لوحة للفنان مونيه، لاحظ أحدهم أشجار السرو تنحدر نحو العدم، بينما لاحظ آخر الطابع الهادئ للمياه، ولاحظ الثالث شريحة على جانب الإطار. لقد أصبح جليًا لي أننا نملك القدرة على اختيار ما نرى وما نسمع، وبهذا يمكننا أن نغيّر طبيعة تجربتنا. لقد تعلمت أنه بإمكاني الإنصات للأفكار والآراء والأحكام، أوالإنصات إلى طاقة الحياة في صورة مشاعر واحتياجات وقيم خفية.
 

الاستماع للأحكام والأفكار

بإمكاني انتقاء ما أسمعه. بإمكاني الاستماع إلى الأحكام أو "الاستماع" إلى الاحتياجات التي تسببها.

ذات مساء، أخبرني صديقي براين على طاولة العشاء كم أن صديقنا فرانكى "غريب" و"شديد الاندفاع"، وحيث أنني لم أتفق مع تقييم براين، شعرت ببعض الانفعال، وكان أول ما فكرت فيه هو"ياله من حكم قاسٍ. إنه متحامل جدًا على فرانكي". لحسن الحظ لم أقل ذلك. لاحظت أنني فكرت فيه ولاحظت أيضًا أنني كنت أشعر بالانفعال.

أقول لحسن الحظ لأنني لا أتخيل أنه كان سيكون تصرفًا جيدًا إذا استمرّيت مع حكمي. وهناك مؤشران لذلك: ١- لقد حكمت عليه في عقلي أنه إنسان يصدر أحكامًا، و٢- انفعالي جعلني أدرك أنني كنت غير متواصل. بعد تفكير، أدركت أنني كنت أرغب في المزيد من التواصل والفهم. أدركت أنني لم أكن لأصل إلى تلك النتيجة لو كنت استمعت فقط لأفكاره وأحكامه، أو لتقييمي لها. فهذا التصرف من شأنه أن يزيد من فقدان التواصل.

 

الإنصات للمشاعر والاحتياجات

لأني كنت عازمًا على الشعور بمزيد من التراحم، وضعت لنفسي بديلاً يُمّكننى من الإنصات للاحتياجات، فعن طريق "الإنصات العاطفي" بإمكاني أن أنصت للاحتياجات، وأن أركّزعليها تفاعلاتي.

 

نظرًا لحضوري وتركيزي على الاحتياجات، تحوّلت دفة الحوار نحو أشياء أخرى، مثل كيف أن براين لم يفهم قط لمَ فعل فرانكي ما فعله. خلال حديثنا، بدا لي جليًا أن براين كان يرغب في مزيد من التواصل والوضوح، وكما اتّضح، الإدماج. بدأت وتيرة المحادثة تهدأ، وأفسحت أفكارنا وأحكامنا الطريق إلى وعينا باحتياجات الوضوح والتواصل والإدماج.

 

إن الحديث عن تلك الأشياء كان أفضل بكثير من الحديث عن كم أن الناس "غرباء" أو "مندفعون" أو "متحاملون". عندما وعينا بالاحتياجات وليس الأحكام، أمكننا التواصل بعمق حول أشياء نقدرها في حياتنا، وأمكننا حتى التفكير في وسائل لصياغة تلك الاحتياجات في شكل طلبات. لقد كانت حقًا تجربة مختلفة ورائعة جدًا.

قد لا يبدو هذا الأمر على قدر كبير من الأهمية، إلا أنه خلال تلك الثانية الفاصلة بين ملاحظتي لأحكامي وبين قدرتي على تحول تركيزي للاحتياجات، تغيّر كل شيء، وأصبحت الحياه أروع.

 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ - ملاحظة وترجمة أحكام الآخرين

احتفظ بمذكرة معك طوال اليوم، واكتب من ١ الى ٥ فقرات يوميًا تتضمن كلماتٍ تمثّل أحكامًا تفوّه بها شخص ما، ثم في وقت لاحق حين تملك الوقت، اطّلع على قائمة الاحتياجات، وحاول أن تعرف ما إذا كان بمقدورك تحديد الاحتياج الذي كان يتألم بسببه هؤلاء الأشخاص، وتذكر أنه من الضروري جدًا أن تقتصر الكلمات التي تستخدمها على تلك المتواجدة بقائمة الاحتياجات.

 

تدريب #٢ - ملاحظة وترجمة الأحكام الشخصية

احتفظ بمذكرة معك طوال اليوم، واكتب من ١ الى ٥ فقرات يوميًا تتضمن كلماتٍ تمثل أحكامًا تفوّهت بها أو كنت تفكر في قولها، ثم بعد ذلك حين تملك الوقت، اطلع على قائمة الاحتياجات، حاول أن تعرف ما إذا كان بإمكانك تحديد الاحتياج الذي كنت تتألم بسببه، وتذكر أنه من الضروري جدًا أن تقتصر الكلمات التي تستخدمها على تلك المتواجدة بقائمة الاحتياجات.

 

تدريب #٣- التحرّر من الأحكام

فكر في شخص ما كنت تطلق عليه حكمًا لفترة طويلة (أكثر من ١٢ أسبوعًا). حاول أن تعرف ما إذا كان بإمكانك معرفة الاحتياج الذي دفعك للتفكير بهذه الطريقة، ثم فكر في ثلاث طرق يمكنك بها تلبية تلك الاحتياجات.


 

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات (متوفرة بعد المكالمة الأولى)

 

رابط المكالمة الشهرية: ٢١ اكتوبر ٢٠١٥

 

برجاء الضغط على:

“Dial in via our VoIP Dialer”

ثم ادخال الآتي:
 

Conference call dial in number: (605) 562-3140

Dial in code: 746962

 

لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)

 

برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش

 

اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥

 

bottom of page