top of page

 

 

دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥

الأسبوع الرابع عشر

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

المزيد عن التعاطف الذاتي

"كيف تصبح صديقك المفضل؟"

من بين جميع الممارسات أو الأفكار في هذه الدورة، لا يمكنني أن أفكر في شيء أكثر محورية أو دفعًا للتحوُّل في حياتي مثل "التعاطف الذاتي". بدون تلك القدرة على رؤية تجربتي الشخصية من خلال عدسة المشاعر والاحتياجات، أفتقد المعلومات القيّمة التي أحتاجها لجعل حياتي أكثر روعة، وقد أيضاً يمنعني من الاهتمام بالآخرين. إن الرحلة نحو التراحم لا تحتاج إلى خريطة، ولكنها تحتاج إلى بوصلة (مشاعرنا). من خلال تلك البوصلة، نستطيع أن نعرف ما تتطلّبه طاقة حياتنا (احتياجاتنا)... حينها نستطيع أن نلبّي الطلب (الطلبات).

 

تُعدّ ممارسة التعاطف الذاتي خطوة هامة نحو قدرتنا على رؤية أنفسنا ورؤية الآخرين في ضوء التراحم، وربما الأكثر أهمية من ذلك هو معرفة "ما نودّ" أن نفعل، وليس "ما يجب" أن نفعل.

 

تلك الرقصة التي ندعوها التعاطف الذاتي تتيح لنا ثلاث طرق للتواصل مع أنفسنا، وهي طرق مارسناها كلّها خلال هذه الدورة. حين نستخدمها معًا، يصبح لدينا الخيار والقوة لفهم أنفسنا بطريقة أكثر عمقًا وتأثيرًا في حياتنا.

 

واحد: الترحيب بأحكامنا

كما ناقشنا في الأسبوع الثامن، هناك حكمة تكمُن في أحكامنا... إلا أنها لا تُصاغ بشكل قابل للاستخدام. حين نستطيع أن نعي أحكامنا، نتمكّن من "ترجمتها"؛ وذلك بإدراك احتياجاتنا التي لم تُلبّى. على سبيل المثال:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إن عملية "الترجمة" تلك هي التي تجعل ترحيبنا بالأحكام مفيدًا. تذكر، إذا كنا نعتقد بأننا "لا يجب" أن نفكّر بهذه الطريقة (الأحكام)، سنكبت تلك الأفكار، ونفقد المعلومات القيّمة التي نحتاجها "لتفريغ" الأحكام، واكتشاف ما تخبرنا إيّاه (حتى وإن كان بشكل غير قابل للاستخدام في البداية). إن قمع أحكامنا سيكون مثل الأخذ بجوهرة وإلقائها بعيدًا بحجّة "أنها غير ذات أهمية".

 

قد يكون هذا وقتًا مناسبًا لتذكير أنفسنا بأن "الترحيب" يختلف عن "المشاركة". لا يمكنني أن أذكر لحظة واحدة شاركت فيها شخصًا حكمي عليه ساهمت في تقريبنا من بعض. تخيّل أنك تقول لأحد ما: "هل يمكننا التحدث حول كم أنت غبي؟"؛ هذا لا يجدي نفعًا. إذا تمكّنت من ترجمة هذا الحكم الذي أفكّر به (غبي) إلى احتياجات، سأتمكّن حينها من مشاركته مع شخص ما مع الحفاظ على التواصل القائم بيننا. تخيّل أن تقول لأحد ما: "كنت أفكر في أنني أرغب حقًا في خلق مزيد من المشاركة والتفاهم بيننا، هل أنت على استعداد لمناقشة هذا الأمر؟". تلك الصيغة تخلق تواصلًا أكبر، أليس كذلك؟

 

كذلك أرى من المفيد جدًا أن أتذكّر أن أحكامي ليست هي "الحقيقة"، بل هي ببساطة صيحة صادرة من جزء مني يشعر بالألم، ولا يستطيع التعبير عنه بوضوح أو دون لوم. فالغضب وإصدار الأحكام هما بالنسبة للكثير منّا أكثر سهولة وأُلفة من الشعور بألمنا. إن العيش التراحمي ينبع من استيعاب فكرة أن الحزن والفضول هما أكثر بعثًا على التواصل من الغضب. إنه اختيار.
 

اثنان: الاحساس الكامل بمشاعرنا

كما ناقشنا من قبل، مشاعرنا لديها من القوة ما يجعلها "المرشد" أو "الرسول" الذي يعرّفنا بحياتنا. لقد لاحظت أنني كلّما أحسست بمشاعري، كلّما ازدادت رؤيتي وضوحًا حول ما أريده حقًا في حياتي.

 

إن مشاعري تنبعث من داخلي، وهي النتيجة المباشرة للحالة التي عليها احتياجاتي وحياتي. لقد تعلّم العديد منا كبت أو تجاهل مشاعره (انظر الأسبوع الثالث)، بل إن بعضنا يحكم عليها، أو يحكم على نفسه لأنه شعر بها؛ لذا قد يكون من الصعب العودة لتلك الممارسة البسيطة المتمثّلة في "المشاعر".

 

في البداية، يمكننا العمل على الوصول لمكان نستطيع من خلاله التعرُّف على مشاعرنا والشعور بها، ثم تعلُّم البقاء معها والتعمُّق بها أكثر-لا الانغماس فيها- بل التعلُّم منها وجعلها تحرّكنا. سأستمر في تطوير تلك الممارسة ما حييت؛ فهي تجعلني أتعمّق أكثر في احتياجاتي، بل في حياتي.

 

ثلاثة: التواصل مع احتياجاتي بشكل كامل

لعلّك تذكر من الأسبوع الرابع، قد ننظر إلى الاحتياجات باعتبارها نبض الحياة، وبشكل ما، الحياة نفسها. إلا أن تلك الطاقات كالرياح، لا نراها أبدًا؛ فقط نشعر بها ونرى تأثيرها. يمكننا فقط أن نشعر بالرياح على جلدنا، يمكننا فقط أن نراها تُحرّك أوراق الشجر.

 

كيف إذًا "نتّصل" بتلك الطاقات في حياتنا؟ يمكننا أن نلاحظ ونتذكّر تجربتنا معها، يمكننا أن نفكّر في الأهمية التي تمثّلها لنا، والدور الذي لعبته وتستمر في لعبه في حياتنا. يمكننا أن نراها منفصلة عمّا تظهره، وفي نفس الوقت، أن نحتفل بظهورها ونلاحظه. الاحتياجات ليست هي أوراق الشجر، بل هي الرياح.

 

ستجدون بالأسفل، ضمن تدريبات هذا الأسبوع، تأمُّلا مرتبطًا بالاحتياجات يمكنكم ممارسته. كثيرًا ما أمارسه مع العديد من الاحتياجات؛ وهو يستمر في تعميق علاقتي بها.

 

من هو"أفضل صديق"؟ في نظري، هو الشخص الذي يوفّر لي مساحة للتنفيس عن أحكامي، ويتقبّلها دون الحكم علىّ. وهو الشخص الذي يستطيع أن يرى ويتفهّم ويتقبّل مشاعري، ويفهم احتياجاتي بعمق دون أي تحفّظ. قد يكون هذا الشخص هو أنا.

 

لازال هناك المزيد لنتعلمه كلّما تقدمنا في دورة التراحم...
 

تجربة عملية

"شاي مثلّج "

ذات يوم، كنت أقود سيّارتي متّجهًا إلى المدينة لحضور اجتماع الممارسة الأسبوعي، ثمّ توقّفت لإحضار وجبة سريعة ومشروب بارد. توقّفت بسيّارتي في متجر للوجبات السريعة، وطلبت سندويتش البوريتو المفضّل لديّ وكوبًا من الشاي المثلّج. حين وصلت لنافذة الطلبات دفعت ثمن وجبتي، ثمّ أعطاني النادل الوجبة وعدت ثانيةً إلى الطريق.

 

بعد أن انطلقت على الطريق، أدركت أنني لم أستلم الشاي المثلّج الّذي طلبته وسدّدت ثمنه. للوهلة الأولى تفاجأت: "كيف أمكنني أن أنسى؟" ثمّ شعرت بالغضب تجاه نفسي؛ لكوني شارد الذهن لهذه الدرجة. بعد ذلك شعرت بالغضب نحو النادل: "كيف أمكنه أن ينسى؟" إنّ ذلك من صميم عمله.

 

في هذه المرحلة كنت غاضبًا حقًا، كما كنت منزعجًا بسبب الدولارين الّذين أنفقتهما على لا شيء. مرة أخرى، عدت للأفكار المُحمّلة بالأحكام: "لقد أُفسِدت أمسيتي، وكل هذا بسببي". الآن سأضطر لأكل هذا البوريتو والمعاناة من العطش الحتمي الّذي يلي تناول الطعام الحرّيف دون أن يكون لديّ ما أشربه... أو سأضطّر ألاّ أتناول البوريتو، وأن أظل جائعًا طوال الليل. كنت في حيرة شديدة من أمري.

 

بعد برهة من الوقت، قرّرت أن أجرّب شيئًا آخر بدلاً من الاستمرار في هذا المسار غير الممتع. تحقّقت من مشاعري واحتياجاتي، ماذا يحدث هنا؟ لاحظت أنّني كنت محبطًا، وأدركت رغبتي في أن أكون أكثر حضورًا وكفاءة. أنا أقدّر حقًا تلك الاحتياجات لديّ ولدى الآخرين.

 

بالتفكير في تلك القيم، أحسست بأنّني بدأت أشعر بالهدوء. خطر لي أنه ربّما ترك النادل النافذة ليحضر لي مشروبي. خطر لي أيضًا أنه بالرّغم من أنني لم أكن كفئًا وحاضرًا في تلك المرة، فإنني غالبًا ما أتصرّف بحضور وكفاءة في معظم الأوقات. هكذا بدأت في الشعور ببعض التراحم والقبول تجاه نفسي.

 

بعد ذلك أدركت أنني لو كنت قد حصلت على الشاي المثلّج في تلك اللحظة، لم أكن لأمرّ على الأرجح بتلك التجربة. كل هذا كان بسبب شعوري بالجوع والعطش. في تلك اللحظة، بدا لي الدولاران أقلّ أهمية، وبدت لي حالة شرود الذهن الخفيفة التي مررت بها مُتقبَّلة أكثر؛ كل ما كنت أرغب فيه الآن حقًا هو شيء أشربه.

 

بمجرد أن خطرت لي هذه الفكرة، لاحظت المَخرج التالي على الطريق يقترب. في دقيقتين، وبدولارين آخرين، أصبح لديّ شاي مثلّج جديد.

 

لقد سيطرت أحكامي على اليوم بأكمله تقريبًا. لو لم أكن لاحظتها وأخرجتها، وترجمتها إلى مشاعر واحتياجات، لكنت أفسدت أمسيتي بصراع مع نفسي. بدلاً من ذلك، حصلت على الشاي المثلّج، وأصبح كل شيء على ما يرام في عالمي.

أعلم أن هذا يُعدّ مثالاً صغيرًا على كيفية ممارسة التعاطف الذاتي. أعلم أيضًا أن الكثير من حياتنا مبني على "اللحظات الصغيرة"، وأن الإصرار على التعاطف الذاتي والممارسة الدؤوبة له هو ما يقودنا إلى حياة أكثر تراحمًا وتواصلاً وروعة.

 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ – رحّب بأحكامك – فكّر في موقف ما. في عقلك، أفرغ كل الأحكام ودوّنها في ورقة. استمر مرة ومرتين إلى أن تستنفذها كلها، ثم افرغها في تلك الورقة.

 

تدريب #٢ – اشعر بمشاعرك – بعد أن تنتهي من التدريب #١، استحضر نفس الموقف في عقلك. لاحظ كيف هو شعورك حين تفكّر في هذا الموقف. اختر أكثر المشاعر حضورًا في ذهنك، ثم اشعر به وابق معه. خذ وقتك... لاحظ...

هل أنت خائف من هذا الشعور؟

هل تحكم عليه؟

هل تعتقد أنك "لم يكن يجب" أن تشعر بهذه الطريقة؟

لاحظ أي شيء قد يمنعك عن الشعور بهذا الإحساس... ثم عاود الشعور بهذا الإحساس، استمر في فعل هذا لدقيقة أو دقيقتين.
 

تدريب # ٣ – تواصل مع احتياجك – بعد الانتهاء من التدريب #٢، حدّد الاحتياج الذي يرتبط به هذا الشعور، ثم تذكّر وقتًا في حياتك تمّت فيه تلبية هذا الاحتياج... اصنع رؤية في عقلك...

ماذا كان يحدث؟

أين كنت؟

كيف كان شعورك؟

ابقَ مع تلك الصورة، كفيديو في عقلك لا يتوقّف، استمتع به.

 

بعد بضع دقائق، تذكّر وقتًا لبّى فيه شخص تعرفه هذا الاحتياج. اصنع رؤية في عقلك...

ماذا كان يحدث؟

أين كنت؟

كيف كان شعورك عند رؤيتك لذلك؟

ابق مع تلك الصورة، كفيديو في عقلك لا يتوقّف. استمتع به أيضًا.


 

ابقَ مع ذلك الشعور لفترة أطول. لاحظ أي أفكار قد تطرأ لك. حاول أن تفكّر في طلب تستطيع القيام به لنفسك أو لأحد آخر، من شأنه دفعك نحو تحقيق احتياجك

 

هذا التدريب الرائع تستطيع مشاركته مع مجموعتنا على الفيس بوك. احكِ لنا ما حدث!

 

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات 

 

رابط المكالمة الشهرية: ٢٠ يناير ٢٠١٥

 

برجاء الضغط على:

“Dial in via our VoIP Dialer”

ثم ادخال الآتي:
 

Conference call dial in number: (605) 562-3140

Dial in code: 746962

 

لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)

 

برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش

 

اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥

 

bottom of page