top of page

 

 

 

          دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع الثاني والعشرون

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

قوة الشكر

"المزيد عن التقدير"

 

"إن أعظم هبة يمكن امتلاكها هي القدرة على تقدير القيمة الحقيقية للأشياء".

--فرنسوا دي لا روشفوكو.

 

التقدير والمديح

تربّيت منذ نعومة أظافري على سماع عبارات مثل"طفل صالح" أو "عمل جيد". كان من الجميل سماع عبارات "الاستحسان" هذه، إلا أنها كانت دائمًا ما تجعلني أتساءل: ما "الجيد" فيما فعلت؟ كما أنها كانت تصيبني ببعض التوتّر: "هل يعني هذا أنني لن أكون صالحًا إن فعلت شيئًا آخر؟".

 

تلك كانت "التعليمات" التي تلقّيتها لتلقيني كيف أكون إنسانًا، وكان هذا هو"المديح" الّذي كنت أتلقّاه من "الأشخاص المسئولين". من خلال هذا "المديح"، تعلّمت أن بعض الأفعال تُكسبني صفة "صالح"، كما أنها كانت تذكّرني أنني قد أخسر تلك الصفة إذا ما قرّر "الأشخاص المسئولون" أن سلوكي لم يكن جيدًا.

 

أدركت أن العديد من عبارات "المديح" التي كنت أتلقّاها كانت تهدف غالبًا لحثّي على "التصرف جيّدًا"، بينما كانت بعض العبارات الأخرى تهدف لجعلي أعلم أن هناك من قدّر أفعالي، وكان ممتنًا لما فعلت.

 

كان شعوري تجاه تلك الفئة الثانية مختلفًا، فقد كانت تُشعرني بالتواصل والوضوح. ولعلّ هذا هو ما كنت أريد أن أفهمه وأن أكون جزءًا منه؛ تلك العبارات لم تكن مديحًا، وإنما كانت تقديرًا.

 

عش حياة زاخرة بالتقدير

يكمُن جانب كبير من ممارسة التقدير في أننا نستطيع- بما تعلّمناه حتى الآن من مهارات خلال الدورة - أن نحيا حياةً أكثر عمقًا وإشباعًا بالتقدير عن طريق وعينا بهذا الأمر، كما يمكننا أن نتشاركه مع الآخرين عن طريق اللغة، كما تعلّمنا الأسبوعين الماضيين.

 

يمكنني استخدام مهارات الإحساس بالمشاعر وربطها باحتياجاتي المشبعة، من أجل ملاحظة كميّات الإشباع الوفيرة التي أمرّ بها خلال يومي. الآن، وأثناء كتابتي لتلك الكلمات، يمتلئ عقلي بالأفكار التي يترجمها لكلمات، ثم ينظّمها في جمل، مساعدًا جسمي في كتابتها على شكل الرسالة التي تقرئونها الآن، ومساعدًا إياي على مشاركتها معكم: التعبير عن الذات. كل هذا في حين أجلس في مكتب ترتفع درجة حرارته أربعين درجة على الأقل عن الخارج، أجلس في راحة تامّة، يضخّ قلبي الحياة في جسمي، تمدّني رئتاي بالهواء النقي، في حين تساعد الأشجار في إنتاج هذا الهواء النقي، وتدور تلك البقعة الكبيرة من الماء والكرة الأرضية والحياة في الفضاء، وتعطينا الشمس الدفء والضوء: الراحة والأمن والرعاية والرفاهية وراحة البال والروحانية. هذا ما أتحدّث عنه. أشعر بهذا، ألاحظه. أرى أن آلاف الأشياء التي تحدث تلبّي احتياجاتي، بإمكاني أن أستمرّ، وسأفعل (بالرغم من أنني سأتوقّف الآن حتى يتثنّى لي أن أعاود الكتابة هههههههه)، إذ يجعل هذا حياتي وحياة من حولي أكثر متعة.

 

 

تَلَقِّي التقدير

لقد وضعت أنا وزوجتي تدريبًا يقضي بتخصيص بضع دقائق يوميًا نعبّر فيها لبعضنا البعض عن مدى تقديرنا للمساهمة التي يقدّمها أحدنا للآخر. في البداية، كان الأمر غير مريح بالنسبة لي، وبعد التعاطف الذاتي، أدركت أن ذلك كان سببه أن التقدير في فترة النمو كان دائمًا ما يكون مصحوبًا بإحساس "القبول /الموافقة" و"السلطة الفوقية"، كما كان يولّد أحيانًا شعورًا بالقلق.

 

بالممارسة، تعلّمت أن أتلقّى التقدير كـ"مصدر انتعاش" وليس كـ"مصدر حياة"، حيث أصبح التقدير شيئًا يضيف إلى حياتي، وليس شيئًا أعتمد عليه لأشعر بالرضا عن نفسي. هذا التحوّل منحني تجربة جديدة تمامًا؛ تجربة مليئة بالاختيارات والمتعة.

 

لاحظت أيضًا أنه بدلاً من التفكير فقط فيما فعلنا أو نفعل، إذا ما فكّرنا تحديدًا في الاحتياجات الّتي نساهم في تلبيتها لبعضنا البعض من خلال أفعالنا، تكون تجربتنا أكثر عمقًا وإشباعًا.
 

تجربة عملية

"تجربة مؤثرة"

منذ عدة سنوات، عندما كنت أعيش في غرب منهاتن، كنت متواجدًا بمكتبتي المفضلة بارنزآند نوبل في برودواي. بينما كنت أقف في الصف منتظرًا دوري لصعود السلّم الكهربائي- كما هي العادة في المدينة- شاهدت أبًا وابنه ذا الثلاثة أعوام يقتربان من السلالم المتحركة. كان الأب يحمل بيديه مشتريات يوم كامل، وكان ابنه يتبعه. حين صعد الأب السلّم، وقف الابن بلا حراك محاولاً بصعوبة اختيار الوقت المناسب لوضع قدمه على السلم والصعود؛ فصاح بصوت صغير مرعوب :"أبي". سرعان ما أدرك الأب ما يحدث، بينما كان يشاهد في يأس المسافة بينهما تزداد.

 

عند رؤيتي لهذا المشهد، مددت يدي للفتى الصغيرالمرتبك قائلاً له: "تشبّث بيدي". تمكّن الفتى من الإمساك بيدي فقلت له: "جاهز؟ هيا بنا". صعدنا السلّم سويًا، وحين وصلنا إلى الطابق الأعلى ووقفنا على أرض صلبة، نظر مباشرة في عيني متنفّسًا الصعداء، قائلاً ربما أفضل "شكرًا" صغيرة نابعة من القلب سمعتها في حياتي.

 

لقد كانت صادقة للغاية ودافئة ومليئة بالتقدير، حتى أنني أوشكت على البكاء من فرط السعادة التي سبّبها لي هذا التبادل الرائع. ها أنا أشعر بالدفء الآن بينما أسرد تلك التجربة؛ إذ أمكنني أن أرى وأشعر بوضوح بما عناه هذا الموقف لصديقي الصغير وأبيه الذي شعر بارتياح وسعادة شديدين. تلك اللحظة التي قد تبدو "صغيرة" كانت رائعة للغاية بالنسبة لي، وفي هذا أدين بالفضل لممارستي للتراحم. بفضل قدرتي على التواصل بشدة مع مشاعر هذا الفتى الصغير وإشباع حاجته في تلك اللحظة، عشت لحظة سأظل أقدرها للأبد.

 

لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم...

 

 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ – تحقّق مرة أخرى – كما فعلنا الأسبوع الماضي، اكتب قائمة بالأشياء التي تحدث لك والاحتياجات التي أُشبِعَت لديك في تلك اللحظة؛ على سبيل المثال: التنفّس/هواء، قراءة ذلك/التعلّم والنمو، المكوث في مبنى/الأمن... دوِّن من عشرة إلى عشرين. بما تشعر؟

 

تدريب #٢ – قدِّر نفسك – اكتب ثلاث وسائل تساهم بها في إثراء حياتك الخاصة، وثلاثة أشياء تفعلها أو فعلتها وأنت مستمتع، ثم اكتب الاحتياجات التي لبّيت لديك، ثم انظر في المرآة وقل: "شكرًا لك". ملحوظة: من الصعب فعل هذا دون أن نبتسم... أوه حسنًا... أظن أننا لابد أن نبتسم.

 

تدريب #٣ – تبادُل التقدير بشكل متجدّد – تذكّر شيئًا قاله أو فعله أحد ما وساهم في تلبية احتياجاتك. اسأله إن كان يرغب في أن تطلعه على شيء تقدّره، ثم اخبره بما حدث لك، كيف شعرت وما الاحتياج أو (الاحتياجات) التي لبّيت لديك؛

 

على سبيل المثال: "كنت أرغب في إخبارك كم أنا ممتن لأنك رافقتني إلى السينما الليلة الماضية، ولجميع الأوقات التي قضيناها معاً. فصداقتك والبهجة التي تدخلها إلى قلبي يصنعان فرقًا كبيرًا في حياتي. حقيقي شكراً لك."

 

يمكنك أن تفعل ذلك عبر المواجهه أو إرسال إيميل أو كارت.

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

 

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع،الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون 

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

 

bottom of page