top of page

 

 

 

  دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥

الأسبوع الثامن عشر

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"المعتقدات والاحتياجات"

"العمل مع الأفكار الاعتيادية"

على مدار الثلاثة عشر عامًا الماضية، عملت على تطوير قابليتي لرؤية الأفعال كمحاولة لتلبية الاحتياجات. وبمرور الوقت، أدركت أن الأفكار والمعتقدات هما أيضًا محاولة لتلبية الاحتياجات، كما أدركت أن أفكاري لا تمثّل "الحقيقة المطلقة"، بل تمثّل كيفية تفاعلي مع إدراكي للأمور، وكيفية شرحي وفهمي لحياتي.

 

فكرتين

عندما كنت صبي كنت أعتقد أنني "كسلان" أو أنني "لا أستحق أن تُلبَّى احتياجاتي". من المحتمل أنني كنت انظر إلى تلك المعتقدات باعتبارها "الحقيقة"، وليس فكرة آو معتقد أو رؤيتي الشخصية.

 

وبعد ذلك عندما تعلمت التعاطف الذاتي، فالفكرة الأولى- أنا كسلان – لقد اعتقدت أنها "واقع" أو كوسيلة أحاول بها إلهام نفسي أو تحفيزها. تعلمت أن افعل ذلك من والدي ومن الثقافة السائدة. يمكن أن أعتبرها أيضًا محاولة لشرح سلوكي الشخصي لنفسي؛ محاولة لتلبية احتياجي للفهم، وقد سبب لي ذلك بعض لحظات مقلقة.

 

أما بالنسبة للفكرة الثانية المذكورة أعلاه – "لا أستحق أن تُلَبّى احتياجاتي" – مع التحول إلى التعاطف، قد أراها محاولة لحماية نفسي من الإحباط؛ أي شكل من أشكال "الرعاية الذاتية". قد أراها أيضًا محاولة لفهم لماذا لا تُلَبَّى احتياجاتي؛ أي، مرّة أخرى، محاولة لتلبية احتياجي للفهم.

 

بحسب تجربتي، تلك الممارسة التي تقضي بالنظر إلى الأفكار والمعتقدات كمحاولة لتلبية الاحتياجات يمكنها أن تكون وسيلة لفتح آفاق جديدة لفهم نفسي والآخرين بمزيد التراحم والتفاهم. وهي تتيح لي اكتشاف وسائل جديدة لم تُطرح من قبل، من شأنها جعل حياتي أكثر روعة.

 

هذا لا يعني أن المعتقدات "فكرة سيئة"، أو أن من يحملها به "خطأ" فطري. نحن كبشر لا بد أن يكون لدينا معتقدات. لعل السبب الذي يدفعني لملاحظة تلك المعتقدات ورؤيتها من خلال عدسة الاحتياجات هو أنها تخَيِّرني ماذا إذا كنت أريد أن أستمر في تبنّيها أم لا. بإمكاني أن أفكّر في هذا الأمر، وأقرر ما إذا كان اعتقادي يخدمني أم لا.

 

دعونا ننظر إلى بعض المعتقدات الشائعة. معظم الناس يؤمنون (أو يفكّرون) بأن "الناس في الأساس أنانيون ويعملون فقط لصالحهم، ويجب أن نأخذ حذرنا دائمًا لنحمي أنفسنا منهم". يمكننا أن نتجادل حول ما إذا كان هذا صحيحًا أو لا... ربّما للأبد.

إذا ما نظرت إلى هذا المُعتقد عبرعدسة الاحتياجات، يمكن أن أتساءل: "ما الاحتياج أو (الاحتياجات) الذي أسعى لتلبيته بهذا المعتقد؟". قد أكتشف أنها وسيلة لرعاية ذاتي؛ وسيلة لحماية نفسي من الناس والتأكُّد من أن أحدًا لن يجرحني.

 

كذلك بإمكاني أن أتساءل: "ما الاحتياج (الاحتياجات) الذي لا أساهم في تلبيته بهذا المعتقد؟" يمكنني أن أتساءل ما إذا كان يساهم في خلق تجربة ثقة أو تقارب أو تراحم. يمكنني أن أسأل نفسي أسئلة مثل: "هل هذا المعتقد يعوقني عن تجربة الشعور بالحميمية؟".

 

حين تكون لدينا القدرة على التفكير في الأمور بهذه الطريقة، يكون لدينا الخيار لبحث أي فكرة أو معتقد. يمكننا حينها أن نخلق علاقة جديدة بين معتقداتنا وقلبنا.

 

لقد وجدت أن عملية فحص الأفكار والمعتقدات في ضوء علاقتها مع احتياجاتي كان لها تأثير عميق ومُثري على علاقتي مع نفسي ومن حولي، ومع العالم بشكل عام. فمن خلال هذا المنهج، صارت لديّ القدرة على اختيار مُعتقداتي دون أن أتركها تتحكّم بي.

لا زال هناك المزيد لنتعلّمه كلما تقدّمنا في دورة التراحم...

تجربة عملية

"معجزتي يوم الأربعاء في سنترال بارك"

لعل من أفضل تجارب التي مررت بها وأكثرها تحفيزًا للنمو كانت النتيجة التي حقّقتها بالنظر إلى اعتقاداتي الخاصة عن نفسي: "من أنا" و "أي نوع من الأشخاص أرى نفسي".

 

كان ذلك في إحدى ليالي الأربعاء بمدينة نيويورك. تلك الليلة، كان هناك حفلاً مجّانيًّا لـ"ستينج" في سنترال بارك. كانت هناك شائعة تسري بأن بعض الفنانين المشهورين سيكونون متواجدين هناك أيضًا. ولكن هناك عقبة واجهتني؛ فبالرغم من أن الحفل كان مجّانيًّا إلا أنه كان من الضروري الحصول على تذكرة، وكانت التذاكر كلها قد نفذت من منافذ البيع المختلفة (محطات الإذاعة، متاجر الاسطونات، إلخ )، ولم يكن لدي تذكرة. وقد أُشيع أن بعض التذاكر قد تتوافر عند البوّابة؛ لذا ربما قد أتمكن من الدخول.

 

كانت هناك مشكلة أخرى؛ إذ لم يكن هناك من أذهب معه، وقد ولَّد هذا بداخلي صراعًا كبيرًا، إذ كان لديّ اعتقاد في ذلك الوقت بـ"أنني شخص لا يمكنه الذهاب للحفلات الموسيقية بمفرده".

 

ولأن الوقت قد مرّ ولم أستطع إيجاد من يذهب معي إلى الحفل، واجهت حقيقة أن هذا الاعتقاد قد يمنعني من مشاهدة حفل ربّما يكون رائعًا. في تلك اللحظة اتضح لي أن هذا المعتقد- من أنا عليه-لم يكن يناسبني على الإطلاق؛ لذا قرّرت التخلّي عنه والإيمان بأنني شخص يمكنه الذهاب للحفلات بمفرده.

 

توجّهت نحو البوابة، وحين وصلت إلى هناك، كانت التذاكر قد نفذت. قال لي الرجل الواقف عند البوابة: "إذا كنت تودّ الحصول على تذكرة، سيتعيّن عليك أن تسأل أحد المتواجدين أن يعطيك أو يبيع لك تذكرة إضافية". كان هذا هو التحدي الثاني الذي واجهني؛ إذ كان لدي اعتقاد آخر بـ"أنني لست هذا النوع من الأشخاص الذين يذهبون للغرباء ويقولون: "هل لديك تذكرة إضافية؟". لقد كنت أؤمن في الواقع بأنني لست هذا "النوع من الأشخاص" الذين يذهبون للغرباء ويقولون أي شيء!

 

للمرة الثانية في تلك الليلة، أدركت أنني أستطيع أن أرى معتقداتي كشيء بجانب "الحقيقة"، وأن أفكّر فيها من منطلق الاحتياجات التي تُلبّيها أو لا تلبّيها. في النهاية، إن كنت أريد أن أشاهد هذا الحفل، سيتعيّن علىّ أن أتخلّى عن هذا المُعتقد أيضًا، وهذا ما فعلته.

 

لقد بدأت أؤمن بأنني شخص يمكنه أن يتوجّه للغرباء ويطلب منهم أشياءً. ها قد بدأت: "هل لديك تذكرة إضافية؟" "لا"، "هل لديك تذكرة إضافية؟" "لا"، "هل لديك تذكرة إضافية؟" "لا". كان هذا صعبًا، بالرغم من أنه كان يصير أكثر سهولة شيئًا فشيئًا. بعد عشر محاولات، حصلت على إجابة: "بالتأكيد"، عشرون دولارًا". "حسنًا".

 

كنت ذاهبًا للحفل!

 

ولأنني كنت وحيدًا، تمكّنت من الحصول على مقعد مواجه للمنصّة. كان عرضًا مذهلاً، وكانت الموسيقى جميلة ومفعمة بالحياة لدرجة أنني قرّرت التخلّي عن مُعتقد آخر؛ تخلّيت عن اعتقادي بأنني لا أرقص، فقد رقصت... نعم، رقصت بمفردي، واستمتعت بأجمل لحظات حياتي المُكتَشَفة حديثًا.

 

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ – دوّن معتقداتك – اكتب قائمة بالمعتقدات التي تؤمن بها مثل: "العالم مكان خطير"، "العالم مكان آمن"، "الناس متراحمون في الأساس"، "الناس أنانيون في الأساس"، "أنا لست صالحًا كفايةً"، "أنا لا أستحق علاقة مُجزية"، وهكذا... افحص نفسك حقًا، واكتب كل معتقداتك.

اصنع قائمة بالاحتياجات التي يلبّيها والاحتياجات التي لا يلبّيها كل معتقد.

 

تدريب #٢ – فكّر في معتقدات جديدة – بعد الانتهاء من تدريب # ١، حاول أن تعرف إن كنت تحصل فعلاً على ما تريد من تلك المعتقدات. ثم إن تمكّنت من إيجاد مُعتقد واحد أو أكثر لا يخدمونك بالشكل الذي تريده، حاول أن تدوِّن بعض المعتقدات الجديدة. اصنع قائمة بالاحتياجات التي تلبّيها والاحتياجات التي لا تلبّيها تلك المعتقدات الجديدة. شاركنا ما حدث معك على مجموعة الفيس بوك.

 

ملحوظة: هذه الممارسة يمكن أن ننخرط فيها جميعاً طوال حياتنا، وهي تستدعي تمرينًا متواصلاً ودعمًا من صديق التعاطف. النتائج قد تكون هائلة ومفيدة بشكل مذهل.

 

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات 

 

رابط المكالمة الشهرية: ١٧ فبراير ٢٠١٥

 

برجاء الضغط على:

“Dial in via our VoIP Dialer”

ثم ادخال الآتي:
 

Conference call dial in number: (605) 562-3140

Dial in code: 746962

 

لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)

 

برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش

 

اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥

 

bottom of page