دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥
الأسبوع السادس عشر
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"قول لا بتراحم - بناء حدود تخدم حياتك"
عندما بدأت التعرّف على الطلبات أصابتني الحيرة، إذ كنت أظن أن رفضي لفعل شيء ما كان يُعدّ أمرًا. أمًا الآن، أرى أنني كنت أضع حدودًا.
ما هي الحدود؟
الحدود هي قول "لا" بناءً على ما نحن على استعداد أو على غير استعداد للقيام به، (بناءً على وعينا باحتياجاتنا). أتذكّر أنه منذ سنوات مضت، كنت قد بدأت الدخول فى مناقشة حادة مع زوجتي، وفى مرحلةٍ ما تراءى لي أنني بحاجة لبعض المساحة لاستجماع توازني وإلاّ تحوّلت "مناقشتنا" إلى "شجار".
قلت لها: "أتعلمين يا بربارا، أنا بحاجة لأخذ استراحة". ردّت عليَ بقولها: "هذا أمر! وبسببك لن أستطيع التحدّث الآن". أُصبت بالحيرة للحظات، متسائلاً: هل كنت أعطي أمرًا؟ ثم تبيّن لي أنني كنت أضع حدودًا.
الفارق أنني لم أكن أقول ما الذى تستطيع أو لا تستطيع باربرا فعله، بل كنت أتعامل فحسب مع أفعالي الشخصية. هذا المفهوم بدأ فى الكشف عن فكرة حملتها معي لمعظم حياتي؛ ألا وهي أنني مسؤول عن فعل أشياء لم أكن أرغب في فعلها، لمجرد أن شخصًا آخر يريد مني القيام بذلك.
لذا، وبإحساس جديد من التواصل الذاتي والفهم أجبت: "إذا أردتِ التحدّث فلتفعلي. أنا ذاهب لأتمشّى."
كانت وجهة نظري واضحة؛ أنا مسؤول عن نفسي، وعن نفسي فقط، وإذا كنت سأفعل شيئًا ما مع أى أحد، أفضّل أن أفعل لأنني "أريد" ذلك وليس لأنه "يجب" عليَ أن أفعل ذلك.
لقد تبيّن لي أن هذا مؤشر لإندماجي في حياة أكثر تراحمًا، إذ أدركت أن اهتمامي بنفسي على هذا النحو يجعلني أكثر قدرة على أن أكون الشخص الذي "أريده" فى مقابل الشخص الذى أظن أنني "يجب" أن أكونه. عندما كنت أفعل شيئًا لأنه "يجب" عليّ ذلك، دائمًا ما كنت أشعر بالاستياء والألم، وبالتأكيد لم أكن أتصرّف من قلبي. كنت أفقد التواصل.
الآن تعلّمت أن أفعل الأشياء لأنني "أريد" ذلك، وهذا يساعدني على الحفاظ على تواصلي مع ذاتي والتصرّف بناءً عليه، كما يساعدني على أن أكون أكثر تراحمًا مع نفسي ومع الآخرين.
بتٌّ أستخدم تلك الطريقة فى كيفية مساندتي للآخرين أيضًا؛ لأنني لا أريد أن يقوم الآخرون بأفعال لا يرغبون فى القيام بها. هذا التصرّف المتمثّل في وضع الحدود وتقبّلها يستمر فى تغيير شكل حياتي. فهو مثل الطلبات، يجعلني أكثر قدرة على العيش فى "عالم اختياري" يفعل فيه الناس، بمن فيهم أنا، ما يريدون فعله من قلبهم.
ما هو الأمر؟
الأمر هو رغبتنا في أن يقوم شخص ما بشيء ما، دون الوعي باحتياجاته أو الاهتمام بها. على مدار حياتي، كلّما لاحظت هذه الطاقة المتمثّلة في "الأوامر"، كلما تبيّن لي أنها طاقة تبعدنا عن الحياة. كما ناقشنا منذ عدة أسابيع، أنا أرغب حقًا فى تقبُّل سماع كلمة "لا" إذا ما كنت أرغب فى الحفاظ على التواصل. وبالمثل، أرغب في أن أستطيع قول "لا" إذا كنت أريد أن أعيش حياة حافلة بالتواصل الذاتي والتعبير الذاتي. من خلال هذه الحالة من التواصل والتعبير الذاتيين، بإمكاني حقًا أن أكون أكثر تراحمًا. ومن جديد، إذا قلت "نعم" بينما قلبي يقول "لا"، سأشعر حتمًا بالاستياء وعدم التواصل. لذا تعلّمت الآن أن أضع حدودًا وأن أحترمها... ليس لي فحسب، بل للعالم أيضًا؛ من أجل بناء عالم يعمل فيه الناس من قلوبهم.
كيف يمكننا أن نقول "لا" بتراحم؟
منذ لحظتي الاستكشافية الأولى مع بربارا، تعلّمت أن أقول "لا" بطرق تزيد (لا تضمن) من فرص توصيل "لا" باعثة على التواصل.
لذا إذا ما كنت فى موقف مشابه الآن، كنت سأقول شيئًا مثل: " ألاحظ أنني أشعر حقًا بالإحباط والاضطراب، ولا أريد أن أتحدث إليكِ بطريقة لن تعجبنا نحن الاثنين؛ لذا سأتمشى قليلًا لأهدأ، حتى يمكننا التواصل لاحقًا".
لاحظ فى العبارة السابقة أنني لم أطلب، لكنني شرحت. إذا طلبت فإنني قد أهييء فرصة للقيام بما لا أريد القيام به... لكن إذا شرحت، أكون بذلك قد وضعت حدودًا واضحة وفي نفس الوقت محبّبة.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدمنا في دورة التراحم...
تجربة عملية
"قول "لا" بالحب والتراحم لكلينا
منذ عدة سنوات، تبيّن لي أنني كنت أعاني من ألم كبير فى علاقة صداقة كنت جزءًا منها. كانت صديقة تعرّفت عليها عن طريق اهتمامات وأصدقاء مشتركين. كنا جزءًا من مجموعة تستمتع بالذهاب إلى السينما إلى جانب أنشطة ترفيهية أخرى. الآن وبعد أربعة أعوام، تبيّن أنه يجمعنا القليل جدًّا؛ فقد كانت تحب التحدث عن الآخرين وما تظنّه خطئًا بهم. كان هذا يتضمّن أصدقاءنا أو أشخاص عابرين فى الشارع أو شخصيّات عامة... الجميع تقريبًا، إلى أن أدركت أنني لا أريد قضاء وقتي بهذه الطريقة.
في يوم من الأيام، سألتها إذا ما كانت مهتمّة بتعلّم كيفية ترجمة هذه الأحكام والبدء فى التركيز على احتياجاتها و قيَمها. بعد تفكير، أجابت قائلة: "ليس تمامًا، لا أظن أنّه يمكنني فعل ذلك حتى إن أردت، وأنا لا أريد. أنا معجبة بنفسي كما أنا الآن."
فشرحت لها أنه من المؤلم بالنسبة لي أن أكون متواجداً بالقرب من شخص يفكّر ويرى الأشياء بهذه الطريقة، وأنني أريد خوض تجربة أخرى فى الصداقة.
كما شرحت لها أنني أهتم لأمرها، وأننا سنمضي على الأرجح وقتًا أقل معًا، وأن هذا ليس معناه أن صداقتنا قد انتهت، ولكنها فقط ستكون مختلفة. بكينا، وفهمنا. لقد كنت أقول "لا" بحب من داخل قلبي... حبي لنفسي... وتقديري لها. فقط لم يعد ممكنًا أن نكون على تواصل كالسابق.
أقول هذا لأنها كانت "لا"، بكل تأكيد. كان نوعًا من الانفصال، و لكنه نوع مختلف عمّا عرفته من قبل؛ فقد تمّ بالتفاهم والتراحم. استمرّينا أنا و كارين فى رؤية بعضنا البعض من حينٍ لآخر، وكنّا على ما يرام؛ إذ لا يبغض أحدنا الآخر، ومازلنا نسعد لرؤية بعضنا البعض فى المناسبات.
كان بإمكاني ببساطة الإبقاء على هذه الصداقة كما هي لسنوات... غير سعيد ومحبط ومتألّم، أو كان بإمكاني قطع العلاقة بدون تواصل... وتركها فقط تتلاشى. أنا أحتفي بكوني استطعت أن أبتعد عنها بحب وتراحم لكلينا.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب # ١ - أن تقول "لا" ثانيةً – فكّر في موقف قلت فيه "نعم" في حين كنت ترغب حقًا في قول "لا". تدرّب على قول "لا" بطريقة تراحمية المرة القادمة.
التدريب #٢ – جرّب أن تقول "لا" – المرة القادمة التي تفكّر فيها أنك قد لا ترغب فى القيام بشيء ما، فكّر بداخلك في الاحتياجات التي ستلبّيها بقول "لا". شارك ذلك مع الشخص الآخر وقل "لا".
مثلاً، يمكنك أن تقول: "أظن أنّنا على وشك الدخول فى شجار الآن، وسوف أتوقّف عن الكلام لبرهة من الوقت حتّى نتمكّن من مواصلة الحديث دون شجار."
أو
"أنا أشعر بالحيرة، إذ أرغب فى الخروج و قضاء وقت ممتع الليلة، ولكني بحاجة لبعض الراحة؛ لذا سأعتذر عن المجيء. سأنضمّ إليك بالتأكيد في وقت آخر".
التدريب # ٣ - راجع وادعم نفسك –راجع الأسبوع # ١٢
موارد المجتمع
رابط المكالمة الشهرية: ٢٠ يناير ٢٠١٥
برجاء الضغط على:
“Dial in via our VoIP Dialer”
ثم ادخال الآتي:
Conference call dial in number: (605) 562-3140
Dial in code: 746962
لو لديك ميكروفون سيمكنك ان تطرح أسئلة (اختياري)
برجاء التأكد من تنزيل برنامج فلاش
اذا تريد توضيح اكثر شاهد هذا الفيديو
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس، الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر، الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٥