دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع التاسع والعشرون
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"التواصل الذاتي"
"أن نكون متمركزين حول احتياجاتنا"
يُشّكل التفريق بين ما "نريد" وبين "ما نريد أن يقوم به الناس" تحدياً كبيراً للكثير منا في سعينا لتحقيق حياة أكثر تراحمًا.
أفكر في هذه العملية باعتبارها شكلاً من أشكال "التواصل الذاتي". فهي تدعونا إلى استخدام مهاراتنا لننظر إلى الداخل أو "التعاطف الذاتي"، من أجل جذب انتباهنا بعيدًا عن استراتيجياتنا ونحو احتياجاتنا. لماذا نفعل ذلك؟ ببساطة، لأنه يغير كل شيء. عندما نستطيع أن نرى تجربتنا ناتجة عن شيء موجود فينا (احتياجاتنا) فهذا يُمّكنا ويعطينا قوة.
على سبيل المثال، إذا دخلت في محادثة مع شخصٍ ما وبدأت أنجرف، يمكن أن أعتقد أنه "ممل". عندما أفكر بهذه الطريقة، أستطيع بسهولة أن أرى نفسي في دور "الضحية" لـ"ملل" هذا الشخص. عمليًّا، ليس هناك حقًا الكثير لما يمكنني القيام به في هذه الحالة. هل يمكنني تحويل هذا الشخص إلى شخص "أقل مللاً" أو أكثر "إثارة للاهتمام"؟ بشكل عام، أعرف أنه كلما كنت أفكر أن بإمكاني تغيير شخص ما أو حتى محاولة ذلك، لم يجدِ هذا نفعًا... لم تكن بالتأكيد عملية ممتعة أو تجربة جيدة للتواصل لكلانا.
ومن ناحية أخرى، إذا وجدت نفسي "أشعر بالملل" أو "أشعر بعدم الراحة"، فيٌمكن أن أبدأ في التساؤل:" ما هو احتياجي الذي لم يٌلبى؟" ربما يكون تحفيزًا أو محاولة للتواصل. انطلاقًا من هذا الوعي، لدي الفرصة لتقديم طلب. ربما أتمكن من الاستئذان والانصراف. ربما أستطيع أن أشارك تجربتي مع المتحدث وأسأله إذا كان يمكننا التحدث عن شيء آخر. ربما يمكنني أن أسأله سؤالاً قد يجلب المزيد من التواصل أو التحفيز للحظة. باختصار، عندما نكون واعيين باحتياجاتنا، نكون على الأرجح أقدر على التعامل معهم.
فلماذا لا نعي جميعًاً احتياجاتنا ونقدم طلبات؟ بالنسبة للكثير منا الإجابة إننا ببساطة لم نتعلم كيفية القيام بذلك. في كثير من الأحيان، كنا نتعلم الأمور التي تجعل من الصعب أن نكون على وعي باحتياجاتنا... أشياء مثل "ليس من أدب أن نقطع أحدًاً أثناء حديثه"، أو "المستمع الجيد لا يٌقاطع"، أو أيٍ من الـ"يجب" التي عشنا بها لسنوات عديدة (انظرالأسابيع ٩، و١٨، و١٩).
التعاطف الذاتي، أو "ما هذا؟"
لعل أصعب جزء من ممارسة النظر بداخلنا هو أن نتذكر أن نمارسها. لدينا مجموعة أدوات مع المهارات والممارسات التي شاركناها في هذه الدورة. علينا فقط فتحها واستخدامها.
أستطيع أن أقول بصراحة أن العبارة البسيطة "ما هذا؟" قد غيرت حياتي... أحياناً عدة مرات في اليوم. هذه العبارة البسيطة هي "مفتاحي" لبدء رحلتي، لفتح صندوق أدواتي من المهارات، لتحريك وعيي نحو تجربتي الخاصة... طاقتي للحياة... ولتغيير لحظتي. إنها "نقطة التلاقي" لممارسة العيش التراحمي ومفتاح لجعل حياتي أروع. هذا ما جئت هنا للقيام به.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم...
تجربة عملية
"ثماني مكالمات خلال ثلاث ساعات"
يوما ما، كنت في الخارج أتسوق لمدة ثلاث ساعات. عند عودتي، رأيت ثماني مكالمات على جهاز تسجيل هاتف المنزل. وكانوا جميعًا من زميلي روبرت.
بعد رؤية هذا العدد الكبير من المكالمات، اتصلت به على الفور (وهو شيء لا أفعله في كثير من الأحيان. عادةً ما أنتظر بعض "الوقت الهادئ").
عندما رد على الهاتف، كنت أتوقع أن يكون غاضبًا أو في حالة ذعر. تحدثت إليه. "هل كل شيء بخير؟" أجاب في هدوء وبصوت لطيف. "مرحبًا توم. أردت فقط أن أتحدث إليك".
أدركت في تلك اللحظة أن روبرت لم يتصل ثماني مرات لأنه كان مستاءً، أو يفكر في أنني "يجب" أن أجيبه على الفور. كان ببساطة يرغب أن يكون على تواصل... وفي هذا الوعي، كان يتصرف بالأصالة عن نفسه... ليس غاضبًا على الإطلاق... ليس الأمر متعلقًا بأفعالي... إنه فقط متواصلاً مع حاجته.
كان هذا درسًاً عظيمًاً لي، تخيل كيف يكون معظم الناس عندما يتصلون ثماني مرات في ثلاث ساعات ... الإحباط والغضب الذي عادةً ما يصاحب هذه الأعمال. في هذه الحالة، ببساطة لم يكن هناك. كان هذا مختلفاًً. وكان سهلاً. كل ما كان عليه القيام به هو الضغط على زر "معاودة" الاتصال... لا عرق، ولا استياء... وقد لبى حاجته للتواصل ... وتعلمت أنا شيئًا لن أنساه أبدًا.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب #١ - تعلم أن تحصل على اهتمام نفسك
احتفظ بمذكرة معك طوال اليوم، اكتب من فقرة إلى ٣ فقرات على مدار اليوم عندما تلاحظ أنك تشعر بشيء من عدم الرضا أو الألم.
عندما تلاحظ هذا الشعور، اسأل نفسك "ما هذا؟" ثم أكتب ما حدث للتو. هل كان شيئًا ما فعله شخص أو قاله؟ هل كانت فكرة لديك؟
وفي ذلك الوقت أو بعدها، اكتب كلمة أو كلمات تصف مشاعرك من قائمة المشاعر توصف مشاعرك.
ثم انظر في قائمة الاحتياجات إذا كان ما يمكنك معرفة الاحتياج الذي تشير إليه مشاعرك.
يُشّكل وجود هذا المستوى من الوعي على مدار يومك تحديًا، وقد تواجه بعض الإحباط أو المفاجأة. تذكر فقط أنه يمكن لهذه المشاعر (الإحباط أو المفاجأة) أن تساعدك على تذكر القيام بذلك عاجلاً أو آجلاً.
من المرجح أن تجد أنه كلما قمت بذلك كلما وجدته أكثر طبيعية، وسوف تصبح أكثر كفاءة. هذه الممارسة هي أنت، الحصول على اهتمامك، تركز في احتياجاتك، وتصبح مرتكزاً في الحياة.
شارك تجربتك على مجموعة الفيس بوك.
تدريب #٢ - اذهب إلى المستوى التالي- بعد استكمال التدريب رقم ١، فكر إذا ما كان يخطر لك أي طلبات يمكنها أن تساهم في الاحتياجات التي حددتها.
إذا كنت تمارس هذا للمرة الأولى، قد تشعر أن الأمور تسير بسرعة كبيرة. كما يمكن أن تشعر بالخوف، كما لو كنت تطلع أول رحلة طائرة بمفردك. أنت هكذا فعلاً! إنها ممارسة العيش التراحمي "كأنك طائر"!
تدريب #٣ مراجعة- راجع أسبوعي ٣ و٤ عن "المشاعر" و"الاحتياجات" ، فضلاً عن أسبوعي ١٣ و١٥عن "الطلبات" و "طلبات التواصل".
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس، الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون، الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦