top of page

 

 

 

          دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع الثامن والعشرون

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"تصنيف الاحتياجات"

"أحيانًا تكون الاحتياجات استراتيجيات لتلبية احتياجات أخرى"

مع ازدياد وعينا باحتياجاتنا، قد تتسبب نظرتنا لهذه الاحتياجات في نوع من الالتباس والخلط.

 

أحد المفاهيم التي ساعدتني كثيرًا في فهم احتياجاتي هو ما أطلقت عليه "التقسيم إلى طبقات" أو "التصنيف". تقوم هذة الفكرة على أساس تقسيم الاحتياجات الي مجموعات، أو خليط من الطبقات.

فلنفرض على سبيل المثال أنني أشعر بالوحدة، واكتشفت أنني أحتاج إلى بعض الصحبة، ربما أعتقد أنه، بما أنني قد تواصلت مع احتياجاتي، ليس عليَ إلا أن أطلب طلبًا ما (من نفسي أو من الآخرين)، لإشباع حاجتي.

 

المشكلة الوحيدة التي تقابلني هنا هي شعوري بالحيرة، بل وبالارتباك. لا أستطيع التفكير في طلبٍ يحقّق مرادي. ماذا أفعل إذًا؟ أستطيع الآن أن أبدأ في التساؤل: "لماذا أشعر بالارتباك؟ ما احتياجاتي الأخرى في هذا الموقف؟ ربما أحتاج إلى مزيد من المعلومات والوضوح، أو ربما أحتاج إلى إيجاد أفكار أو استراتيجيات من شأنها تلبية احتياجي للصحبة. ينطوي هذا الموقف إذًا على علاقة ما، أو "تقسيم إلى طبقات" تتراوح بين احتياجي لـ"الصحبة" و "المعلومات" أو "الوضوح".

 

هذا "التقسيم إلى طبقات" ينقسم إلى نوعين: احتياجات أعمق، واحتياجات استراتيجية (أو وسيلية).

 

الاحتياجات الوسيلية

الاحتياجات الوسيلية هي تلك الاحتياجات التي نرغب في تلبيتها "في سبيل" تلبية احتياج آخر. في المثال السابق، ربما كان الاحتياج إلى "المعلومات" أو "الوضوح" هو الاحتياج "الوسيلي" أو "الاستراتيجي".

 

الاحتياجات الأعمق

الاحتياجات الأعمق هي الاحتياجات التي نسعى لتلبيتها "عن طريق" تلبية احتياجات أخرى. في المثال السابق، كان الاحتياج إلى "الصحبة" هو الاحتياج "الأعمق".

 

حياة الاحتياجات

عندما نبدأ في استكشاف طبقات احتياجاتنا، قد نكتشف أنه ليس هناك طريقة واحدة معدّة مسبقًا لمعرفة أين يتركز وعينا. هل يتركز في احتياجنا "الأعمق" أم "الوسيلي"؟

لقد وجدت طريقة مفيدة لمساعدتي على استكشاف احتياجاتي؛ وهي كالآتي:


 

أولاً: عندما أبدأ بالتعمق داخل نفسي وألاحظ وجود شعور مُلحّ، أتعامل مع هذا الشعور بأن أمنح نفسي التعاطف أو أتلقّاه، إلى أن اتمكّن من تحديد احتياجي بدقة. غالبًا ما أشعر بالراحة عندما أستطيع تحديد احتياجي، وقد ألجأ إلى تجسيد هذا الاحتياج أو الإغراق فيه حتى أصل لدرجة أعمق من التواصل مع نفسي (انظر الاسبوع ٢٧).


ثانيًا: أبدأ في طرح هذه الأسئلة على نفسي: "ما الاحتياج (الاحتياجات) الأخرى التي قد تُلبَّى إذا ما لبّيت هذا الاحتياج؟". هذا السؤال سيقوم بتوجيه وعيي إلى احتياج "أعمق" بداخلي (إن وُجِد)، مما يعمق تفهمي وتواصلي لاحتياجات اكثر، ومن ثم طاقة حياة اكثر.

 

أحيانًا تكون الإجابة على هذا السؤال شيئًا من قبيل: "لا أهتم حقًا. كل ما استطيع التفكير به الآن هو كيفية تلبية احتياجي الأساسي الذي أفكر فيه. أنا متحمّس لذلك!". في هذه الحالة، علينا أن ندرك أن هذا الاحتياج هو الأعمق.

 

في هذه المرحلة، إذا شعرت بالفضول والارتباك والتخبّط، يمكن أن أسأل نفسي: "ما الاحتياج الذي أودّ تلبيته أولاً حتى يتثنّى لي تلبية هذا الاحتياج الأوّلي؟ هذا السؤال يلفت انتباهي إلى الاحتياجات "الوسيلية" التي قد تكون جزءًا من تلبية احتياجي الأوّلي "الأعمق" الذي فرض حضوره على وعيي.

 

هذان السؤالان ("ما الاحتياجات التي قد تُلبّى بتلبيتي لهذا الاحتياج؟" و"ما الاحتياج الذي أرغب في تلبيته من أجل تلبية الاحتياج الأول؟") يساعداني على تحديد وجهتي، أو فهم الطريقة التي تعبّر بها احتياجاتي عن نفسها وفقًا لعلاقتها بالأحداث التي أمر بها في حياتي، وطريقة "تصنيفها". هذا يساعدني على معرفة ما أريد فعله انطلاقًا من وعيي باحتياجاتي وعلاقتها ببعضها البعض.

 

تعلّمت مرارًا وتكرارًا أن التفكير ببساطة في حياتي يختلف تمامًا عن التفكير فيها في ضوء إرشاد مشاعري واحتياجاتي. لقد وضعت نصب عينيّ هدفًا، ألا وهو جعل حياتي علاقة شراكة بين عقلي أو (أفكاري) وروحي وجسدي؛ (مشاعري واحتياجاتي).

 

إن أكثر القرارات التي تخدم حياتي هي تلك القرارت التي خدَمَت فيها أفكاري احتياجاتي، واتّخذتُ فيها مشاعري واحتياجاتي مرشدًا ودليلاً لأفكاري وأفعالي.
 

لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم...

 

تجربة عملية 

"أعيش مع خنازير"

في مجموعتي التدريبية، تثنّت لي في أحد الأيام فرصة للعمل مع زميلة، بإبداء تعاطفي مع الألم الذي تشعر به في منزلها. وكان "الحكم" الذي كنا نعمل عليه هو "أعيش مع خنازير".
 

وبينما أستمع لها أثناء حديثها، تبيّن لي أن لديها رغبة شديدة في النظام، كجزء لا يتجزأ من حياتها. أذكر جيدًا الارتياح الذي غمرها عندما توصّلت لهذا الوضوح. ابتسمنا لبعضنا البعض، و احتفينا باكتشافنا هذا، وبتواصلها مع ذلك الاحتياج العميق.

 

ولكن بعد قليل زالت تلك البسمة التي علت وجهها، و حلت محلّها نظرة حيرة ويأس. تحدّثت قائلة: "ولكن، انتظر! مازلت أعيش مع خنازير!".


نحّينا احتفاءنا جانبًا، وانتقلنا إلى "المستوى التالي" من اكتشاف احتياجاتها. أدركنا على الفور أن مجرّد إدراكها لاحتياجها للـ"نظام"، دون تواصل وتفهم مشترك وشراكة، لا يكفي أبدًا لحل المشكلة.


ولكن بعدما تمكّنا من اكتشاف جميع احتياجاتها بمختلف "طبقاتها"، أضحى من السهل عليها التفكير في طلبات لعلاج ألمها (انظر الأسابيع ١٣ و١٥) فقد يناقشوا الآمها.
 

تدريبات هذا الأسبوع
تدريب # ١ - إعادة تدريب "التحوّل نحو التراحم"

أولاً: ابدأ بتدريب "التحوّل نحو التراحم"


بعدما تنتهي من كتابة قائمة باحتياجاتك في الجزء الأول، قم بقراءتها مرة أخرى. وبينما تقرأ كل واحدة منها، اسأل نفسك:

"ما الاحتياج (الاحتياجات) التي سيتم تلبيتها إذا لبّي هذا الاحتياج؟".

إذا استطعت التفكير في احتياجات أخرى، أضفها إلى قائمتك.

 

بعدها اسأل نفسك:

"ما الاحتياج (الاحتياجات) التي أرغب في تلبيتها في سبيل تلبية هذا الاحتياج".

إذا استطعت التفكير في احتياجات أخرى، أضفها إلى قائمتك.

 

بعدها أكمل التدريب.

 

لاحظ كيف يغير هذا تجربتك مع "التدريب". حاول التفكير في طلبات من شأنها المساهمة في تلبية احتياجك أو احتياجاتك. (انظر التدريب # ٢ أدناه).

 

شاركنا تجربتك على مجموعة الفيس بوك.


تدريب # ٢ راجع وجدّد - أعد قراءة الأسبوع ١٣ و ١٥.

اضغط هنا للأسبوع ١٣.

اضغط هنا للأسبوع ١٥.

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

 

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،  الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون 

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

 

bottom of page