top of page

 

 

 

          دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع السادس والثلاثون

 

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي


 

الفكرة

"الخوض في موجة الغضب"

(الخوض في موجة الغضب) هو مصطلح أود أن استخدمه لوصف فرصة مواجهه شخص غاضب حقًّا، وكلمة (الخوض) تساعدني على تذكر أنه لمجرد إذا كان غضب شخص ما كبيراً وعميقاً وبكامل الطاقة، فهذا لا يعني التهرب منه، أو سحبي تحته، أو الغرق فيه .

 

اعتلاء القمة

في الأسبوعين #٣٢ و#٣٤، ناقشنا "المحفز مقابل السبب" و"أن تكون مستجيباً، وليس مسئولاً"، وكلاهما يقوم على فكرة أنها ليست إجراءات محددة، ولكن احتياجاتنا هي التي تخلق أساس كل الغضب. عندما أتذكر أن الحكم والغضب هما تعبير عن الاحتياجات غير الملباة (وليس عني)، فأصبح في وضع متصل بشخص يعاني من الغضب بطريقة أكثر تراحم.

 

الاتصال

عندما يكون الشخص يعاني من مستويات عالية من الغضب، يمكن أن يكون الأمر محيراً في معرفة من أين نبدأ، هذا الفعل"الاتصال" يكون فعل "طرفين".

جزء ١ – الاستعداد

إذا رغبت في التواصل، يستدعي الوضع علىَ أن أفصل نفسي عن غضب شخص آخر، لكي أفهم أن الأمر "ليس متعلقاً بي"، ولبناء رغبة في إنشاء التواصل، وهذا يستدعي بعض التعاطف الذاتي. إذا اعتقدت أنني "مسئول" عن غضب هذا الشخص، سوف أكون أكثر عرضة لمحاولة الدفاع عن نفسي أو الحكم عليه، مضيفا فقط إلى الوضع ألماً بالفعل .

في بعض الأحيان عندما تتحفز الناس للغاية، كلمات مثل"اهدأ" أو "قف" غالبا ما تظهر، ولا سيما عندما نتحدث إلى الأطفال أو غيرهم ممن تعودنا على وجود "القوة عليهم". في بعض الحالات النادرة يمكننا وقف السلوك بهذه الكلمات، بعد ذلك، على الأرجح أن نبقى في حالة من الانفصال، ولم نعالج السبب الحقيقي للوضع... آلامهم واحتياجاتهم.

كراسي

تخيل المشي في غرفة، ورؤية رجل يرمي الكراسي في كل مكان، ستصيح "أوقف هذا!"، ماذا  تعتقد سوف يحدث؟ استعد الانبطاح أرضا .

إذا كنا نريد التواصل، فإن (الخوض في موجة الغضب) يدعونا إلى التعاطف الذاتي والتعاطف مع الآخرين... الرغبة في فهم مشاعري واحتياجاتي، والاستعداد لمعرفة المزيد عن مشاعر واحتياجات الاخرين.

جزء – ٢  ركوب الموجة

عندما أكون على تواصل مع مشاعري واحتياجاتي، وعندما أكون واضحاً في نيتي للتواصل، فيمكنني أن "أقفز عاليًا" مثل ركوب موجة كبيرة. التعلق بشخص غاضب يمكن أن يكون مخيفاً حقا، هذا هو الجزء الخادع ….الثبات في فهم أن هذا الشخص في ألم، وعدم الأخذ بحكمهم باسم "الحقيقة"... فنود أن نستجيب بدون المسؤولية.

كما قد يتصور، قول كلمات مثل "أنا أخمن أنك تشعر بالغضب وتحتاج إلى الدعم"، قد يكون لها أثر بسيط في خلق التواصل، و لكن احترس! من تجربتي، الناس الغاضبون حقا ليسوا عادة مهتمين في التواصل بالاحتياجات في البداية، إنهم عادة يريدون التنفيس، قد يرغبون في مشاركة أحكامهم ومشاعرهم - قبل إظهار أي اهتمام لديهم في التفكير في الاحتياجات، هذا يدعونا إلى "الالتقاء بهم حيثما هم".

لذلك دعونا نعود إلى غرفة الكراسي الطائرة، تخيل أن أرى هذا الشخص الذي يرمي الكراسي في كل مكان:

التعاطف الذاتي

"أنا أشعر بالخوف، وفي الوقت نفسه أحب أن أنشأ بعض الانسجام، أحب أن أحول هذا الوضع إلى شيء آخر... شيء يعمل من أجل ومع الجميع".

التعاطف مع الآخرين 

"لماذا يرمي هذا الرجل الكراسي؟ أنا أخمن أنه مستاء حقا، وأنه يفعل هذا ليعبر عن نفسه، لجعل الناس يعرفون أنه منزعج، أنه في ألم كبير، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يفكر في فعلها الآن".

الآن أنا قد أقول له ( في نبرة تتناسب مع موجة الغضب التي يمر بها): "ياللهول!! لا بد أن شخصا ما ضايقك حقا!" هل سأكون هدفا لكرسيه الطائر؟ ربما، على الرغم من تجربتي إن هذا الاحتمال غير وارد، من المرجح أني سوف أقوم بعمل "الاتصال"، أنا على نفس الموجة.

 

وصلنا إلى الشاطئ

من نقطة الاتصال هذه، يصبح كل شيء متعلقا بالتعاطف. من تجربتي، الطريق من الغضب إلى التواصل يحدث على مراحل:

١- الأحكام الأخلاقية والتنفيس. 

٢- مشاعر الغضب المتصلة بالحكم مثل: الانزعاج، المضايقة، الغضب، الجنون، والغضب بشدة.

٣- أحكام يجب / لا يجب،(ما يجب أن يكون، أو كان يجب القيام به). 

٤- مشاعر عدم الغضب مثل: الإحباط، الخوف، الحزن، والحيرة.

٥-  الاحتياجات (طاقة الحياة، ما كنا نحب أن نجربه).

هذه الرحلة يمكن أن تستغرق عدة دقائق، عدة ساعات، أو عدة أيام، وفي تجلياتها الأكثر عمقا يمكن أن تستمر لأجيال .

 

فرصتنا

هذا المفهوم من "الخوض في موجة الغضب" يساعدني على التذكر أننا يمكننا جميعاً أن نتحرك كل من الغضب إلى التواصل... في نهاية المطاف، اتذكر أيضا أنه عندما أكون متوازناً في وعيي باحتياجاتي، يمكنني أن أكوِن صوت التراحم في حياتي، و في حياة أشخاص آخرين، و في العالم. هذا هو التحدي الذي نواجهه، وفرصتنا أيضاً.

لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم

تجربة عملية 

"صراخ سيدة الكنيسة"

منذ عدة سنوات، عندما بدأت عملي كمدرب اتصال تراحمي، طٌلب منى تقديم تدريب تعريفي في كنيسة محلية بمدينة نيويورك. كان هناك حوالي ٢٠ شخصاً يجلسون في دائرة، وشرحت لهم بعض المفاهيم التمهيدية، وكان الناس يسألون بعض الأسئلة التي كانت تدفع تماسكنا وفهمنا- كمجموعة- إلى الأمام،  وبدأت استرخى واستمتع باجتماعنا.

ثم سألتني إحدى المشاركات ما أظن عن علاقة هذا العمل بالمسيحية. وعندما فكرت في سؤالها، أدركت أن هذا الموضوع يمكن أن يأخذنا في "رحلة جانبية" مطولة. كنت قلقًا من أن ندخل في نقاش حول المسيحية ونفقد تركيزنا على الاتصال التراحمي.

قلت: "يا الهي، هذا موضوع كبير، ولكني قلق من استغراق الكثير من الوقت لدرجة أننا قد لا نتمكن من الانتهاء من ورشة العمل. ربما سيكون من الأفضل أن ننتهي من المقدمة، ثم نتناول هذه المسألة في وقت لاحق".

وعندما انتهيت من الكلام، وقفت المرأة، وفي صوت يملأ الغرفة، صرخ عاليا: "كيف تجرأت وأتيت إلى كنيستي وتتحدث معي هكذا! جئت إلى هذه الورشة للتعلم وأنت ببساطة تجلس هناك وتتجاهلني؟ هل تعتقد أنك يمكن أن تفلت بذلك العمل؟ 

أولا، اضطررت أن أتغاضى عن عدم تصديقي أن مثل هذا الصوت الضخم يمكن أن يخرج من هذه المرأة الصغيرة. أذني في الواقع قد أصيبت من شدة صوتها. وبعد ذلك لاحظت حالتها واستغرقت لحظة لتقييم سلامتي البدنية. هل كانت ستهاجمني؟ تفحصت الغرفة لمعرفة مكان المخرج.

 

ثم، قررت أن أعطي هذا الموقف قصارى جهدي. هذا سوف يكون اختبار حقيقي لمهاراتي في الاتصال التراحمي. منذ تلك اللحظة فصاعدا، أصبح عقلي وقلبي  في حالة تركيز بطريقة لم اشهدها من قبل. ما حدث بداخلي وقع في ثوان ... او اقل من ثواني. ما حدث في الغرفة بعد ذلك استغرق حوالي دقيقة ... واحدة من أطول الدقائق في حياتي . وكانت كذلك:

التعاطف الذاتي- أفكاري -"واو، أنا خائف حقًّا، أنا أيضا ألاحظ شعور بالإلهام والعزيمة وأخشى أن هذا الاجتماع كله سوف ينهار، أو أنني قد أؤذى بدنيا ويكون هذا نهاية مسيرتي التدريبية ... وعندما أفكر في كل ما عندي من الخيارات، أعتقد أنني سوف اختار التواصل ... أنا أمارس ما أقول ... هكذا أفعل" 

 

التعاطف الصامت - أفكاري - "هناك شيء حي حقا في هذه المرأة، لا بد أن تكون في ألم عميق وتحتاج  إلى شيء ... ماذا يمكن أن يكون؟ الاحترام؟ الاهتمام؟ أن ينٌظر إليها؟ الكفاءة؟!"

​قلت لها: "هل ترغبين في الحصول على الاهتمام؟" أجابت. "لا تحدثني بعبارات ملتوية! أجب على سؤالي!! من تظن نفسك؟!"

 

ظني - ياه، هذا لم ينجح

شعرت كأني ملاكم، جالساًً في زاويتي، اجفف عرقي وأعود إلى الساحة! دينغ دينغ!

 

حاولت مرة أخرى، وهذه المرة رافعاً صوتي: "تعتقدين انك اكتفيت من الكلام، و الآن تريدين إجابات!"

" نعم!"

"وترغبين في بعض الاحترام والتقدير!" لقد كنت أصرخ الآن، مطابق نبرة صوتها لجعلها  تعلم أني كنت "معها"، وليس لمجرد مسايرتها أو لتحليلها.

"نعم!" انخفض صوتها. لقد بدأنا نتواصل. 

"وعندما قلت أنني أردت أن أتعامل مع هذا في وقت لاحق، كان هذا محبطاً تماماً لك." انخفض صوتي أيضا. 

"نعم" كنا نتحدث الآن، ولا نصرخ.

"أعتقد أنني أفهم . شكرا لتحدثك معي".  توقفت قبل أن أتحدث، لكي أسمح لوجود للاتصال بيننا  قبل أن أتحدث مرة أخرى. "أود فقط أن أطلب منك أن تحاولي أن تفهمي أني حقا أريد أن أعمل على هذا معك وأني حقا  في حيرة. أريد حقا أن تمضي هذه الورشة بسلاسة والآن أخشى حقا أن هذا قد لن يحدث".

لقد حدقت وتحولت إلى ما كنت أعتقد أنه نظرة تفاهم وتراحم وربما بعض الإحراج. مع إيماءة، قالت: "موافقة" وجلست. 

 

رددت: "شكرا لك "

انتهينا من ورشة العمل وكانت موفقة. كما انتهى الاجتماع، وكنا نتكلم عن وقتنا معاً فأصبح واضحا جدا أن الناس الذين كانوا هناك  ظنوا أنهم قد شهدوا معجزة. هذا أكيد ما كان يبدو لي.

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب #١ - استحضار غضبك - فكر في موقف عندما كنت غاضباً من رد فعل على شيء شخص ما فعل أو قول، حيث كنت تود أن تجرب المزيد من التواصل.

ثم اكتب ما كنت تفكر، تشعر وتحتاج، بما في ذلك:

١- أحكامك الأخلاقية.

٢- المشاعر المتصلة بغضبك  مثل الانزعاج، المضايقة، الغضب، الجنون، الغضب الشديد.

٣- أحكامك فيما يخص (يجب / لا يجب) ما يجب، أو كان يجب أن يفعلوه.

٤- مشاعرك الغير غاضبة مثل: الإحباط، الخوف، الحزن، والحيرة.

٥- احتياجاتك (طاقتك الحياتية الخاصة، وما كنت تحب أن تجربه).

شارك تجربتك على صفحة الفيس بوك

 

تدريب #٢ - استحضار غضبهم - فكر في موقف عندما كان شخص ما كان غاضبا في رد فعله على شيء قمت به أو قلته، حيث كنت تود أن تجرب المزيد من التواصل.

ثم اكتب ما كنت تتصور أنهم كانوا يفكرون، يشعرون ويحتاجون، بما في ذلك:

١- أحكامهم الأخلاقية.

٢- المشاعر المتصلة بغضبهم مثل: الانزعاج، المضايقة، الغضب، الجنون، الغضب الشديد.

٣- أحكامهم فيما يخص (يجب / لا يجب)، ما يجب، أو كان يجب أن تفعله. 

٤- مشاعرهم غير الغاضبة مثل :الإحباط، الخوف، الحزن، والحيرة.

٥- احتياجاتهم (طاقتهم الحياتية الخاصة، وما قد كانوا يحبون أن يجربون)

وأخيرا، اكتب ما كنت قد تقول لهم لإنشاء المزيد من التواصل، في ضوء سؤالك حول هذه الأفكار والمشاعر والحاجات.

 

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

 

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

 

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

 

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس،  الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،  الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،  الأسبوع الثاني والثلاثون، الأسبوع الثالث والثلاثون،  الأسبوع الرابع والثلاثون،  الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون

مجموعة الفيسبوك

 

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

 

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

 

bottom of page