دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع الثامن والثلاثون
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"الكلمات والتصرفات التي تغذي الغضب وتنكر الاختيار"
المزيد عن يجب ولا يجب
كما ناقشنا في الأسبوع # ٣٣، فإن الغضب قد يكون عبارة عن مجموعة من احتياجات غير ملباة وأحكام. في خلال رحلتي نحو حياة أكثر تراحماً، وجدت أنه من المهم أن أتعرف على الأفكار والكلمات التي تخرجني من طريقي باستمرار، وتفصلني عن نفسي وعن الآخرين.
لقد تعلمت أنني عندما أتعرف على هذه الأفكار والكلمات، فباستطاعتي أن أرى "خلفهم" الحاجة أو الحاجات التي أحاول تلبيتها بالتفكير فيها أو قولها، وأسترجع "حياة بها تواصل"، وتجربة بها تراحم.
من بين الأفكار (والكلمات التي أرتبط بها)، فإن أكثر ما كان يظهر تحديا بالنسبة لي هي "يجب / لا يجب" و شبيهاتها مثل: "وجب"، "يلزم"، "بحاجة إلى".
إشعال بالغضب
إذا كان عدم التواصل والغضب ناراً، فإنني سأذكر هذه الكلمات كالوقود الأكثر فاعلية لها، عندما أفكر فى أشد اللحظات التي كنت فيها غاضبا وفاقدا للتواصل، فإن هذه الكلمات (أو الأفكار) تكون مرتبطة. وعندما أستبدل هذه الأفكار بوعي بالاحتياجات، فإن الغضب يختفي.
ومن المفارقات أنه من السهل التفكير أننا "لا يجب" أن نفكر بفكر يجب/لا يجب، أو نستخدم هذه هذه الكلمات.. وأننا "يجب" أن نتوقف عن استخدام هذه الأفكار واستعمال هذه الكلمات (انظر الأسبوع # ٨). كما مارسنا من قبل، بدلا من أن نفكر ب"لا يجب" أننا "لا يجب" أن نفكر بهذه الطريقة، فباستطاعتنا تكوين علاقة مع هذه الأفكار لترجعنا إلى التواصل مع حياتنا، تعجبا! "ما هي الحاجة التي أحاول تلبيتها بهذه الفكرة (أو الأفكار)؟ و"ما الذي تقوله لي هذه الفكرة عما أقدره؟"
ومرارًا وتكرارًا، أجد أنه بالعودة إلى وعيي بالاحتياجات، فإنني أتواصل مع طاقة الحياة والتراحم بداخلي.
إنكار الاختيار
بالإضافة إلى إشعال الغضب، التفكير بطريقة "يجب/ لا يجب" تحد من توصلي إلى اختيار، فمثلا، إذا فكرت أنه "يجب أن أتمرن"، فإن التمرين هنا ليس اختياراً واعياً، أصبحت فريسة لتفكيري، لأن رغباتي واحتياجاتي لا تكون بوعي عندما أفكر أنه "يجب أن أتمرن"، فإنني يمكن أن أفقد إلهامي وأشعر بالاستياء.
عندما أقوم بمراجعة احتياجاتي بالنسبة لفكرة أنه "يجب" أن أتمرن، فيمكن أن أجد أن هذا التفكير"بيجب" هو محاولة لتلبية احتياجاتي للإلهام، لتحفيز نفسي، قد أستوعب أيضاً أنني أرغب في تشجيع نفسي على التمرن لأنني أرغب أن أكون بصحة جيدة وطاقة أكثر.
"بمراجعة" نفسي، فإنني أتواصل مع رغبتي في الحصول على حافز، ورغبتي في الصحة والطاقة لحياة ملهمة ومديدة وصحية.
قد أتوصل أيضا إلى أن التمارين قد لا تلبي احتياجات أخرى، كالتواصل والاجتماعيات والراحة، لذا قد أرغب في الاعتراف بهذا والعمل عليه.
عندما أنخرط في هذا التساؤل، فإنني أحول تجربتي من "يجب" أن أتمرن إلى فهم أوضح لنفسي، وبالتالي أزيد من قدرتي على اتخاذ القرارات التي تلائمني، بناءً على احتياجاتي، وليس بناءً على فكرة ورثتها من أهلي أو تعلمتها من وسائل الإعلام.
مع مزيد من الوعي ربما أستوعب أنني أفضل أن أفعل شيئا آخر لتلبية تلك الاحتياجات، مثل المشي، أو تناول أكلات مختلفة، قد أتوصل أيضاً إلى أنني قد أرعب فى الانضمام إلى مجموعة من ناس تفكيرها مشابه لي في النادي أو الفصل لتساعدني على البقاء ملهماً ومتصلاً. ربما قد أتحمس عن طريق التواصل مع احتياجاتي وأختار التمرن (وهو هنا إحساس مختلف عن التمرن لأنه "يجب").
تحدينا و فرصتنا
قد يظهر أن ما أشاركه شيئا بسيطا وجلي، ولكنني وجدت أن تكرار طريقة تفكير "يجب / لا يجب" هي التي تمثل التحدي.
كما سبق وناقشنا في الأسبوع ٢،" هذا هو أكبر التحديات والفوائد في طريق التفكير التراحمي".
وأنا طفل، تعلمت أن أعمل ألاف الأشياء لأنه يجب عليَ ذلك. وألاَ أفعل آلافاً من الأشياء لأنه لا يجب عليَ ذلك.. "قل من فضلك وشكرا"، "أكمل طعامك كله"، "قم بأداء واجبك"، "اذهب إلى المدرسة"، "تناول دواءك"، "قم بصلاتك"، "حافظ على مرفقيك على الطاولة" والقائمة تستمر بلا نهاية.
يقابلني تحدي في فحص تفكيري بطريقة يجب / لا يجب ل أنني أرى نفسي كسمكة فى الماء مغمورة بصورة مستمرة في أفكاري الخاصة بـ (يجب / لا يجب)، وبالتالي غير واعية بهم.
وكشخص ألهم بتكوين معيشة أكثر تراحماً، فإن عملية التعرف وترجمة هذه الأفكار ستستمر على الأرجح حتى مماتي، كل اكتشاف هو بمثابة فرصة لنظرة أعمق إلى نفسي واختياري لتصرفاتي من زاوية أكثر "تواصلا مع الحياة".
أنا ممتن لهذا، لأن مع مرور الوقت، قد يصبح لدي اختيارات أكثر، متراحما، ومتصلا.. وستستمر حياتي في أن تصبح أكثر روعة.
تجربة عملية
"يجب أن يتصل بي
عندما رحل ابني للالتحاق بالجامعة منذ سنوات عديدة، كانت أول مرة يكون بعيداً فيها عن البيت لفترة ممتدة، قبل ذلك، عندما كان يسافر، كان يبقى على اتصال بي.
ومع مرور فترة دراسته، كانت اتصالاته تقل؛ فبدأت أنا فى الاتصال به. فى بعض الأوقات كنت أتصل به ثلاث أو أربع مرات بدون رد منه، وقد أصبحنا نتواصل بهذه الطريقة، كنت أرغب أن يتصل بي، ولكن ذلك كان يحدث نادراً جدا.
وبعد فترة أصبحت غاضباً جداً منه، ووصلت إلى درجة أنه فى المرات التي كان يتصل فيها كنت أصاب بحالة من الغضب والضيق ، وفقدنا القدرة على التواصل، كنا غير سعداء، وهذا الموقف قد تسبب في فجوة كبيرة في علاقتنا.
وفى مرحلة ما، قد طرأ لي أنه ليس الموقف هو الذي تسبب في هذه الفجوة، وإنما غضبي هو ما فعل ذلك، وذلك نتيجة فكرة أنه "يجب" أن يتصل بي.
عندما استوعبت ذلك، نظرت لنفسي كي أرى ما الاحتياجات والأفكار وراء طريقة تفكير "يجب"؛ أصبحت واعيا أن "يجب" هنا كانت بناء على اعتقادي (انظر الأسبوع # ١٨) أنه إذا كان يحبني، فإنه سيتصل بي"، كنت أرغب في المزيد من الحب والتواصل، كما أصبحت واعياً أيضاً إلى أنني ببساطة كنت أفتقده (الرفقة)، وكنت قلقا، أرغب فى الاطمئنان عليه (راحة البال).
وتذكرت أيام دراستي فى الجامعة، وكيف كان مهماً بالنسبة لي أن أكون"رجلاً مستقلاً"، أن يكون لي اختياراتي المنفردة واعتمادي على نفسي. واستوعبت أن طريقة تفكيري بـ "يجب" لم تكن تقف في طريق احتياجي للتواصل فحسب، بل أيضاً في طريق حاجتي للمساهمة وقبول احتياجات ابني للاختيار والنمو.
ومن هذا الوعي الجديد توصلت إلى أنه لم يكن هناك شيء "خطأ"، واستوعبت أنه بالطبع مازال يحبني.. بالرغم من قلقي على حاله وسلامته، فإنني يمكنني أن أتفهم أنه على ما يرام، حتى وإن لم يتصل. في الواقع، توصلت إلى أن عدم اتصاله هو علامة على أنه على ما يرام.
تعرفي على طريقة تفكير بـ "يجب" هنا قد منحتني مفهوم جديد غيَر من طبيعة أيامي وعلاقتي بابني.
ومرة تلو أخرى، فإن تلك ممارسة مستمرة.. تميِز وتترجم طريقة تفكير "يجب /لا يجب"، كلما استطعت فعلها، اختبرت تناغم وتواصل وتراحم أكثر.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم
تدريبات هذا الأسبوع
التدريب # ١ - اجعل حياتك أكثر روعة - فكر في موقف فكرت فيه أنه "وجب" أن تفعل شيئا ما.
ثم اكتب الاحتياجات التي كنت تحاول تلبيتها بطريقة التفكير بـ"وجب" هنا (إلهام، فاعلية، إلخ...)
بعد ذلك قم بكتابة الاحتياجات أو القيم التي أوصلته إليك طريقة التفكير بـ"يجب / لا يجب" بخصوص (العناية بنفسك، الحب، التعبير عن الذات، إلخ...)
ثم اكتب الاحتياجات التي كنت تلبيها عن طريق القيام بشيء آخر.
أخيراً، فكر إذا كنت تستطيع التفكير فى طرق أخرى لتلبية تلك الاحتياجات.
شارك تجربتك مع مجموعة الفيس بوك.
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس، الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون، الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون، الأسبوع الثاني والثلاثون، الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون، الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع السابع والثلاثون، الأسبوع الثامن والثلاثون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦