دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع الثالث والأربعون
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"الانضباط الذاتي التراحمي"
نظرة أخرى على تفكير يجب/ لا يجب
كثيرًا ما أُسأل "هل العيش من خلال مشاعري واحتياجاتي يعني أن أفعل كل شيء يكون شعوره جيدًا ولا أفعل أي شيء يكون العكس؟" جوابي هو "نعم ولا".
الخيارات بناءًا على الاحتياجات
عندما أكون متواصلاً مع احتياجاتي، قد أفعل أشياءًا تبدو للوهلة الأولى غير سارة أو متعارضة مع رغباتي. على سبيل المثال، أحب موس الشوكولاتة. وأعيش على بعد حوالي ١/٢ ميل من محل بوظة (أيس كريم). فإذا اتبعت دافعي الأول لشراء الأيس كريم، كنت لوقفت لأحصل عليه في كل مرة أترك منزلي، وربما واحدًا آخر عندما أعود. ربما أشعر بقليلاً من خيبة الأمل عندما أمر بجانب المحل.
هناك مستوى أعمق من التواصل يمنعني من استهلاك ٧٣٠ وحدة موس الشوكولاتة في السنة... التواصل مع رغبتي أن أكون بصحة جيدة. هذه الرغبة تعيش بداخلي، مجاورة لرغبتي في موس الشوكولاتة. عندما أتواصل مع نفسي، يمكنني التواصل مع مجموعات مختلفة من رغباتي، وبهذا الوعي، أقوم بخيارات واعية.
مع تعاطف ذاتي أعمق، أفهم أن حاجتي لصحتي مهمة لاحتياجات أخرى في حياتي ... احتياجات مثل الاتصال (أريد أن أكون موجودًا لأرى أحفادي وأشاهد أولادي يحققون أحلامهم)، والمساهمة (أريد أن أكون قادرًا على الاعتناء بوالديَ في سنوات عمرهم الذهبية)، والتعبير عن الذات (أحب المشي ولعب الفريسبي والتنس والجولف).
لذلك، في بعض الأحيان، قد اختار عدم الحصول على موس الشوكولاتة، لأنه على الرغم من أن جزءً مني يريد أن يحصل على المتعة والفرح بحصولي عليه، نفس الجزء يمكن أن يفهم أن الصحة أمرًا هامًا للغاية أيضًا. وفي أوقات أخرى، قد اختار أن أحصل على موس الشوكلاتة. يحدث هذا عندما يساعد حواري الداخلي الجزء الذي يريد الصحة أن يفهم أن الفرح والجمال مهمان جدًا أيضًا.
ولذا فإنني أفهم أن "استراتيجية" وجود موس الشوكولاتة هو شيء أريد أن يكون في حياتي في بعض الأوقات، وليس في أوقات أخرى (نعم ولا). ويتيح لي تواصلي الذاتي الفرصة لخلق توازنًا في حياتي يمكني أن أعيش به (حرفيًا ومجازيًا).
بهذا التواصل مع نفسي، في بعض الأحيان استمتع حقًا بالوقوف وآخذ موس الشوكولاتة. وأن أستمتع أيضًا بالقيادة بجوار متجر الأيس كريم حيث أشعر بالارتياح والرضا لأننى أٌلبي حاجتي للصحة.
يجب ولا يجب
كما ناقشنا من قبل، تعلم الكثير منا أن نرى أعمالنا من خلال عدسة ما "يجب" أو "لا يجب" القيام به. هذا النوع من التفكير لا يتواصل مع احتياجاتنا بأي صورة. التفكير بمنظور "يجب/ لا يجب" يجعلنا أسرى أفكارنا وغرباء عن احتياجاتنا، وغالبًا ما نشعر بالإحباط، وعدم التواصل، والحيرة (انظر الأسبوع # ٣٨).
عندما أتذكر الأوقات التي انطلقت فيها من نمط تفكير ما يجب أن أقوم به، كان الشعور بالذنب أو الخجل هو ما "يسيطر على الأجواء" وليس أنا. في هذا المكان، نادرًا ما كنت أشعر بالرضا عن أفعالي. كان يمكنني بسهولة أن أُنكر احتياجاتي للمتعة والجمال والصحة وكل ما يؤدى إليهم. عندما كنت أفكر بمنظور "يجب/ لا يجب"، كنت تعيسًا حتى لو حصلت على موس الشوكولاتة.
القوة مع أنفسنا
كممارسين للتفكير والعيش التراحمي، يمكننا أن نعمل بقوة بالتزامن مع إدراكنا لاحتياجاتنا. في هذا الوضع، قد لا نزال نفعل أشياء غير سارة على بعض المستويات. وفي مكان "الانضباط الذاتي التراحمي" الأعمق، قد نختار فعلهم واستمتاع بهم.
(مثل القيادة بجوار محل الآيس كريم أو الذهاب للقيام بتمرين رياضي) لأنه على مستوى "نستمتع" بأفعالنا لأننا نُلبي احتياجاتنا.
وبالمثل، يمكننا أن نفعل الأشياء التي نتمتع بها، بشعور خالي من الذنب أو الخجل، ونتمتع بها أكثر. في هذا الوعي، تكون الحياة أروع.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم.
تجربة عملية
"٣٠ رطل لاحقًا"
منذ نحو ثمن سنوات، لاحظت أن لياقتي البدنية تتغير. كنت اكتسب مزيدًا من الوزن ببطيء ولكن بنمط ثابت. خلال ذلك الوقت قررت أنني "يجب" أغير عاداتي الغذائية لاستعادة شكلي السابق.
كانت السنوات القليلة الأولى التي أعقبت هذا القرار محبطة ومؤلمة جدًا. فقد ناضلت بشدة لإنقاص وزني عن طريق عدم تناول الطعام بنفس الكمية. ولكني لم أستطع الاستمرار في نفس النظام مهما حاولت. يأست، وتعلمت تجنب النظر المرايات والموازين والملابس الضيقة.
بعد ثلاث سنوات، أصبح إحباطي هائلاً. كنت منزعجًا ومتكدرًا ومتحيرًا، قررت أن اطلب بعض الدعم في شكل تعاطف من صديقي التعاطفي وزملائي أعضاء مجموعة الممارسة. خلال هذه العملية اكتشفت أن حياتي أصبحت مباراة مصارعة خفية بين "يجب/ لا يجب" و"أريد جدًا". لثلاث سنوات، كنت أعمل بدون تواصل واعي مع طاقتي للحياة.
في الأيام التي تلت هذا الإدراك المفاجئ، بدأت أنظر إلى الداخل لاكتشاف ما كان يجري داخلي (مشاعري و احتياجاتي). كان هذا مختلفًا عن التفكير في ما يجب أو لا يجب فعله... مختلفًا جدًا.
أدركت أن توقفي عن اتباع النظام الغذائي قد لبى بعض الاحتياجات (السهولة والراحة)، ولكني على الرغم من ذلك كنت أعيش في جسم لا يعكس من أنا بالداخل (التعبير عن الذات). وللمرة الأولى منذ سنوات، انتقلت من "يجب/ لا يجب" إلى التواصل العميق مع احتياجاتي للصحة والحركة والرعاية الذاتية، كان "الانضباط الذاتي التراحمي" يتخذ شكلاً.
تحولت أفكاري مما يجب ولا يجب فعله، إلى ما أردته في حياتي. بدأت أفكر أكثر في استرجاع صحتي والتعبيرعن الذات، وأقل حول فقدان الوزن. وبدلاً من "حرمان" نفسي من الطعام، كنت أعطي نفسي الجسم الذي أردت أن أعيش فيه.
ومن هذا الوعي، بدأت أتمتع بحساب سعراتي الحرارية، وأكل كمية أقل من الطعام. كنت استمتع برحلتي إلى الصحة والرفاهية. وبعد ١٥ أسبوعًا و٣٠ رطلاً، نظرت في المرآة ورأيت قوة الانضباط الذاتي التراحمي.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب #١- إعادة الانضباط الذاتي التراحمي- فكر في موقف كنت تستخدم التفكير يجب/ لا يجب لتحقيق شيء ما في حياتك. من المفيد أن تبدأ بشيء صغير؛ يمكن أن يكون شيئًا تقوم به حاليًا بدون استمتاع، أو شيئًا تحاول تحقيقه دون جدوى.
ثم اكتب أفكار "يجب/ لا يجب".
بعد ذلك، "ترجم" أفكار يجب/ لا يجب لاكتشاف الاحتياجات التي كنت تحب أن تلبيها.
لاحظ مشاعرك. انظر إذا ما كان يمكنك معرفة كل الحاجات التي تحاول هذه المشاعر قولها لك، اكتبها.
ملاحظة: قد يكون هذا وقتًا مناسبًا للحصول على بعض المساعدة من صديقك التعاطفي. قلبين أفضل من قلب واحد.
عند هذه النقطة، قد ترغب في "تجسيد" بعض أو كل هذه الاحتياجات (انظر الأسبوع #٤١).
أخيرًا، انظر إذا كان لديك رأيًا أخرى حول أفعالك أو إذا كان هناك أي طلبات ترغب أن تطلبها من نفسك أو الآخرين (انظر الأسبوع #١٣ والأسبوع # ١٥).
شارك تجربتك مع مجموعة الفيس بوك.
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس، الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون، الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون، الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون، الأسبوع الثاني والثلاثون، الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون، الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع السابع والثلاثون، الأسبوع الثامن والثلاثون, الأسبوع التاسع والثلاثون، الأسبوع الأربعون، الأسبوع الحادي والأربعون، الأسبوع الثاني والأربعون، الأسبوع الثالث والأربعون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦