top of page

 

 

         

 

دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع الرابع والأربعون

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي

الفكرة

"السلطة الاعتيادية على عكس السلطة المتصلة بالحياة" 

نظرة أخرى على تفكير يجب/ لا يجب

بينما نستكمل رحلتنا معًا نحو حياة أكتر تراحمًا، أتصور أنه يتضح كيف يتخلل التفكير بنمط "يجب/ لا يجب" أفكارنا، وكيف يلعب دورًا هامًا في تجربتنا في الحياة. وأعتقد أن مرحلة إدراك وإعادة التفكير في نمط "يجب/ لا يجب" سوف يستمر إلى آخر أيامي على كوكب الأرض.

 

ربما يفسر هذا تناولنا هذا الموضوع عدة مرات ومن عدة زوايا. لمراجعة نمط التفكير "يجب/ لا يجب"، يمكن إعادة الاطلاع على الأسابيع ٢ و٨ و٢٦ و٣٣ و٣٨ و٣٩ و٤٠ و٤١ و٤٣.

 

يظهر نمط التفكير "يجب/ لا يجب" في عدة طرق في حياتنا ومن ضمنها مفهوم "السُلطة". في التفكير والفعل التراحمي، لدينا فرصة لخلق طريقة جديدة للتفكير في "السُلطة" بإمكانها أن تجعل حياتنا أروع بحيث نخلق تعريفًا جديدًا، بعيدًا عن التعريف الذي نشأ معظمنا عليه.

 

السُلطة الاعتيادية

عادةً ما يُنظر إلى السُلطة كشيء ما يملكه شخص ما "علينا"، أو نملكه نحن على شخصٍ آخر(انظر الأسبوع # ٤٢). في هذا النمط من التفكير يجب على الأشخاص اتّباع ما يقوله صاحب السُلطة. تُستمد هذه السلطة وتُفّعل من خلال تجربتنا وتنشئتنا الاجتماعية ومعتقداتنا. ويقع هذا النوع من السُلطة في يد الوالدين والمدرسين وكبار السن والشرطة والمديرين والمعالجين النفسيين والأطباء على سبيل المثال.

 

وكما هو الحال في سائر نمط تفكير يجب/ لا يجب، يتخلل هذا النوع عقلنا وحياتنا. عادةً ما أُميّز وأرفض هذا النوع من "السُلطة الاعتيادية". وباعتباري معلمًا للتفكير والممارسة التراحمية، أسال نفسي: "هل هذه الطريقة التي عليّ التحدث بها؟" أو "هل لي أنا أغادر الغرفة للذهاب إلى الحمام؟".

  

ودائمًا ما يثير ردي المفاجأة والارتباك. "أحاول ألا أقول للناس ما عليهم قوله. هل تفضل أن تتحدث كهذا؟" أو"ليس هذا بالأمر الذي أود أن أكون مسئولاً عنه. هل ترغب في الذهاب إلى الحمام؟".

 

عندما نرى السُلطة بصورتها الاعتيادية "يجب/لا يجب"، نرفض الاختيار. نعتقد أنه علينا (أو على الآخرين) فعل ما يقوله صاحب السُلطة، وعدم فعل ما يقول أنه لا يجب علينا فعله. سمع كثير منا كلمات "لأني قلت هكذا"، ويُمكن لكثير منا تذكر مقدار الحزن واليأس والإحباط الذي شعرنا به عند سماعنا هذا.

 

في كل أنماط تفكير "يجب/ لا يجب"، يوجد القليل جدًا من إدراك الاحتياجات، إن وجد أصلاً. ويصاحبه عادةً انقطاع التواصل مع طاقة الحياة بداخلنا أو بداخل الآخرين. عندما أفكر في كل الأشياء التي حدثت على هذا الكوكب بسبب هذا النوع من السُلطة، يصبح من المستحيل التعبير عن مقدار الحزن وانفطار القلب الذي أشعر به.

 

السُلطة المتصلة بالحياة

اكتشفت نوعًا آخر للسُلطة بوصفي ممارسًا للتفكير والفعل التراحمي، وهي السلطة التي تُعطى طواعية للشخص الآخر. تختلف "السُلطة المتصلة بالحياة" عن "السُلطة الاعتيادية" في أنها تعتمد على الاهتمام والثقة والوعي بالاحتياجات على عكس نمط تفكير يجب/ لا يجب. في هذا النوع من السُلطة تأتي "القيادة" من الثقة والاحترام، على عكس الخوف والقوة.

 

"السُلطة المتصلة بالحياة" هي ذلك النوع الذي من الممكن أن أسعى بسعادة لتجسيده. فهي تتطلب مني ممارسة الاهتمام والتحرك من منطلق فهم للاحتياجات، وبطريقة تبني الثقة لكوني "في خدمة" الأشخاص الذين يطلبون مني القيادة.

 

وهي نوع السُلطة التي مارسها أشخاص مثل دالي لاما ومارشيل روزنبرج، بحيث يثق الناس في تواصل مقدس وصلب. عندما أفكر فيما حدث على هذا الكوكب بسبب هذا النوع من السُلطة يمتلأ قلبي بالراحة والإلهام والأمل.

التحديات والفرص

كأشخاص نشأنا في بيئة من "السُلطة الاعتيادية"، يمكن أن يُشّكِل التحول إلى نوع سُلطة وقيادة أكثر اتصالاً بالحياة تحديًا حقيقيًا. ويعد هذا حقيقيًا جدًا إذا ما كان لنا سُلطة على آخرين. يمكن ببساطة تخيل أنه إذا ما أُعطينا "سُلطة اعتيادية" فأننا سوف "نجعل العالم مكانًا أفضل"، سوف نصحح "الأخطاء"، ونصلح كل الأمور التي نعرف إنها "معطوبة".

 

يكمن التحدي في تذكر أن كل الحروب تقريبًا قد بدأت بمثل هذه النية.

 

عندما نتحول نحو سُلطة وقيادة أكتر"اتصالاً بالحياة"، يُطلب منا أن نثق في قوة الحياة التي تمكن بداخل كل إنسان وترشده إلى الطريق... قوة أكبر من أي شخص. تعطينا "السُلطة المتصلة بالحياة" الفرصة للاستفادة من هذه الطاقة وتوجيهها، فرصة لجعل الحياة أروع.  

 

لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم.

تجربة عملية 

"قصة سُلطتين"

عندما بدأت تدريس التفكير والفعل التراحمي، طُلب مني تيسير ورش عمل في عدد من مستشفيات نيويورك بهدف منح المشاركين فرصة لفهم أعمق وتجربة جديدة لغضبهم وغضب من حولهم.

 

بعد عدة أسابيع من التدريس، انبهرت بمدى "التعاون" الذي قدمه المشاركون في الورش. ولكني كنت أشعر ببعض عدم الراحة؛ كان هنالك إحساسًا بالترابط والإلهام شعرت به في ورش عمل سابقة "مفتوحة للجمهور" لكنه لم يظهر في هذه السلسلة من الورش "المغلقة".

 

بعد هذه الملاحظة، قررت أن أتأكد من الأمر مع المجموعة القادمة، حوالي ١٢ مشاركًا، لمعرفة لماذا شاركوا في الورشة (الأمر الذي تعلمت منذ حينها أن أقوم به في كل ورشة أديرها). اكتشفت أن عددًا كبيرًا ممن كانوا بالقاعة حضروا لأن "مديرهم طلب منهم ذلك". بدأت في منح بعض التعاطف للمشاركين. في هذه المرحلة، اتضح لي أنه حتى اللحظة كان الكثير منهم غاضبين وممتعضين في صمت، ويرغبون في الشعور بمزيد من الاختيار والتعبير عن الذات.

 

عند اكتشاف هذا، وجدت نفسي قلقًا. اختبرت نفسي وتساءلت، هل كان هذا يلبي احتياجاتي؟ هل حقًا أرغب في أن أكون جزءً من هذا الموقف؟ بدر لي أن تيسير ورشة عمل تُنظم بهذا الشكل لا يضيف إلى قيَمي للاختيار أو النزاهة (جعل أفعالي تصبو إلى قيَمي).

  

وبدر لي أيضًا أن هذه الورش لا تساهم إطلاقًا في قيمي للكفاءة والإسهام، وبطبيعة الحال، الهدف والمعني. أعلم أن عملنا في العيش التراحمي يشكل تحديًا كبيرًا، حتى إن كنا ملتزمين بتعلمه. وفي موقف عندما لا يكون لدى المتلقي أي اهتمام حقيقي (وفي هذه الحالة ممتعضًا)، بدا لي أن التعلم يكاد يكون مستحيل.

 

لذا التفت إلى "فصلي" وشرحت تسلسل أفكاري. وانتهيت بقولي "إذا كنتم مهتمين بما أقوله، أدعوكم للبقاء والاستماع. أما إذا لم تكونوا مهتمين، أدعوكم للمغادرة". تراوحت النظرات التي استقبلتها بين الارتياح والحيرة والصدمة وعدم الثقة بالكلية، وقرر العديد من المشاركين المغادرة.

 

بينما استمرينا في الورشة، شعرت بالتواصل الذي كنت أصبو إليه. واتضح لي أن رفضي لقبول "السُلطة الاعتيادية" التي أعطاها لي الآخرون، سمح لنوع جديد من "السلطة المتصلة بالحياة" بالازدهار. كانت هذه قطعًا أكثر ورشة مجزية قمت بها في هذه المؤسسة.

 

نهاية سعيدة

عندما قدمت تقرير عن أحداث اليوم للشخص المسئول في المستشفى، أوضحت لي أنه "غير مسموح" لي أن أترك المشاركين يغادرون إن رغبوا ذلك. كان يصعب عليّ سماع هذا وقتها لأني كنت ولأول مرة منذ سنوات، مستقراً ماليًا بسبب ما اتقاضاه.

 

ولكني، بسبب وعيي بقيمي ورغبتي العميقة في العيش في عالم أروع، لم أفكر مرتين في قرار استقالتي. بعد انتهاء الورش المقررة لذلك الأسبوع، غادرت.

 

اليوم، لا أقضى وقتي في محاولة التدريس لأشخاص لا يريدون التعلم وفي مكان لا يرغبون في الوجود فيه. بدلاً من ذلك، أدّرس لأشخاص ملهمين ويرغبون في الاختيار، وأساعد على خلق مجتمع أكثر تراحمًا. لطيف.

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب# ١- تحويل السلطة- فكر في موقف بحياتك لديك فيه "سُلطة اعتيادية". يمكن أن يكون دورك كولي أمر أو مدرس أو شريك حياة أو مشرف أو مدير مشروع.

 

ملحوظة: يمكن أن تأخذ الخطوات القادمة بعض الوقت والجهد. تنفيذها يكون أسهل ومرجح تنفيذه بمساعدة صديقك التعاطفي.

 

حدد واكتب مشاعرك حيال الموقف والاحتياجات المُلباه وغير المُلباه.

 

ثم اكتب الاحتياجات التي تتخيل أن الشخص الآخر يحاول إشباعها في هذا الموقف، والاحتياجات التي ربما لم ينجحوا في إشباعها.

 

ربما تريد في هذا المرحلة "تجسيد" بعض هذه الاحتياجات (انظر الأسبوع# ٤١). ربما يأخذ هذا بعض الوقت.

أخيرًا، اختبر إذا كنت تستطيع تخيل طرق جديدة لإشباع هذه الاحتياجات عن طريق تغير أفعالك أو تقديم طلبات تحترم احتياجاتك بالإضافة إلى احتياجات الآخرين (انظر الأسبوع ١٣، والأسبوع ١٥ والأسبوع ٤٢).

 

ربما تريد تحويل أي "قاعدة" تعيش بها إلى اتفاقيات (من خلال الحوار أو التعاطف)، كطريقة لإشباع المزيد من الاحتياجات (انظر الأسبوع# ٣٩).

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس 

الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،  

الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون،

 ،الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،  

الأسبوع الثاني والثلاثون

 الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون،  الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع  السابع والثلاثون،

 الأسبوع الثامن والثلاثون، الأسبوع التاسع والثلاثون، الاسبوع الاربعون، الاسبوع الحادي والاربعون، الاسبوع الثاني والاربعون، الاسبوع الثالث والاربعون، 

الاسبوع الرابع والاربعون

 

مجموعة الفيسبوك

 

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

bottom of page