
دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع التاسع والأربعون
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"الحملات"
العديد منا يبدأ ممارسته للتعاطف الذاتي بملاحظة وتحديد شعور واحتياج ما، ثم التفكير في طلبات نأمل في أن تساهم في تلبية هذا الاحتياج... وهذا ينجح في الغالب. إلا أن الحياة والتعاطف الذاتي ليسا دائمًا تجربتين ذات أبعاد. إن الاحتاجات يمكنها التعبير عن نفسها على دفعات وطبقات (انظر الأسبوع # ٢٨). كلّما ازدادت ممارستنا للتعاطف الذاتي عمقًا وازداد وعينا، كلما كان لدينا فرصة النظر لهذه "الصورة المكبّرة" لاحتياجاتنا، والتفكير في طرق أكثر شمولًا لمعالجتها.
"دفعات" وطبقات المشاعر والاحتياجات كما سبق أن ناقشنا في الأسبوع # ٢٨ ، تعتمد بعض الاحتياجات على احتياجات أخرى لكي يتم تلبيتها. كما حدث مع شريكتي في هذا الأسبوع، فأصبحت واعية باحتياجها "للنظام" من خلال عملية تعاطف قمنا بها سوياً. بعد بعض الوقت وتواصل أعمق، أصبح من الواضح أنها تحب أيضا الحصول على مزيد من "التفاهم" و"التواصل" (مع شريكتها بالغرفة) باعتبارها وسيلة لتلبية احتياجها للنظام. هذا الوعي العميق جلب شعورا بالأمل والإبداع الذي لا يمكن أن يأتي من الوعي ب"النظام" وحده.
قدرتنا في التعامل مع عدة مشاعر واحتياجات قد يكون مُربك، هذا قد يحدث عندما تنشأ حالة تؤدي إلى "دفعات" من الاحتياجات الغير ملباة في نفس الوقت. على سبيل المثال، إذا ما واجهت صعوبة مع مديري في العمل، قد يعتمل بداخلي احتياجي إلى التناغم والأمن وإلى أكون مرئيًا في آن واحد.
الفهم والعمل مع "طبقات" أو "دفعات" من مشاعر والاحتياجات يخلق إمكانية الحصول على مزيد من الوضوح وفعل التراحم الفعال في حياتنا.
فهم مشاعري واحتياجاتي بهذه الطريقة تسمح لي أن أرى "الصورة الكبيرة" في حياتي وأحيانا "صورة مشوشة" لحياتي في ضوء جديد. انه يساعدني على فهم حياتي مع مزيد من التراحم والوضوح ... وهذا يمكنني من تقديم طلبات واعية جدا تجعل الحياة اكثر روعة.
الحملات
عند اكتشافنا لتلك "الطبقات" و"الدفعات" المكونة من الاحتياجات، قد نجد أنفسنا نواجه تحدي طلب طلبات متعددة، أنا أدعو هذا "حملة". استخدامي لتلك الجملة يرجع إلى أنها تساعدني على إدراك وتذكر أن هذه العملية قد تستغرق وقتًا وتتطلب تركيزًا مستمرًا على احياجاتي، أحيانًا وفق تسلسل معين.
على سبيل المثال، قد أتعرف على احتياج معين مهم ومُلح كـ"الأمن"، لكن دون معرفة أي طلب قد أوجهه لتلبية هذا الاحتياج. في حالة كهذه بتركيزي على احتياجي فقط بدون طلبات، قد أستسلم ببساطة انطلاقًا من شعوري بالاحباط وفقدان الأمل. مع ذلك. لكن إذا تمكنت من التعرف على احتياجي بغرض المعرفة أو الفهم (كيف مثلًا يمكنني التعامل مع احتياجي للأمن)، قد أتمكن من البدء في صياغة الطلبات لتلبية هذا الاحتياج. (راجع الااسبوع # ١٣ ر# ١٥)". هكذا أنا في طريقي لحياة أكثر روعة.... في حالة حركة.
تجربة عملية
" رحلتي الى الماء، والنظام، والمأوى"
اكان وقت الخريف، وتحولت أورق الاشجار الى الأصفر والبرتقالي، وبدا الشتاء قريباً. كان الطقس دافئ، جميل ومشرق في وادي هدسون.
ومع ذلك كنت اشعر بالعصبية وعدم الارتياح، خاصة حين أكون بجوار بيتي. كان هذا مربكًا لي لأنني كنت قد انتهيت للتو من "تحسينات منزلية" استغرقت موسمًا كاملًا. فقد صممت وزرعت حديقة جديدة، وزرعت أشجار فاكهة جديدة، كما طليت المنزل من الداخل بالإضافة إلى تجديد النوافذ، كانت الأمور تبدو جيدة. إلا أن أمرًا ما كان يزعجني، إذ كنت أشعر بعدم الارتياح إزاء منزلي ولم أكن أعرف ما يجب فعله.
وفي نفس الوقت، عرضت علي زوجتي عمل تدريب سويًا، من خلال مراجعة "قائمة الاحتياجات" معًا وملاحظة ما نمر به… نوع من الجرد الشامل، ووافقت على عرضها.
وقررنا أننا سنختار أهم ثلاث احتياجات نريد تلبيتها، كانت تجربة ملهمة أن أتجاوز الوقت الحالي، وأن أمارس تدريب النظر إلى حياتنا في "صورة كلية".
إن ما وجدته أثناء تفحصنا لقائمة الاحتياجات وتفكيرنا في كل احتياج فيها على حدا دهشت بما وجدت. فحين وصلنا لكلمة "ماء"، لاحظت القليل من عدم الارتياح يتسلل إلى جسمى، كان هذا مربكًا، إذ كنت أملك ماءً في منزلي، ثم تذكرت، لم أكن أشرب الماء من صنبور المنزل؛ لاحتواء الماء على نسبة كبريت عالية، وبالرغم من أنني كنت أشتري مياه معدنية، إلا أنني لم أكن أستمتع بها نظرًا لقلقي حيال صحتي والبيئة.
لقد تفاجأت، ثم شعرت بالارتباك إذ لم أكن أملك فعليًا حلاً لهذه المشكلة، لم أكن أعلم كيف أحصل على مياه صالحة للشرب في صنبور المنزل ولم أجد مياه معبأة في قنينات زجاجية، كنت حائرًا.
حين استمرينا في التقدم في القائمة، تفاجأت أيضًا لاكتشافي شعوري بعدم الارتياح حين قابلنا الاحتياج للـ"نظام". بمساعدة زوجتي، اكتشفت شيئين: أولهما أنني لم أفرغ أبدًا ملفاتي عند انتقالي منذ عام ونصف، وثانيًا، كنت لازلت أستأجر غرفة للتخزين بجوار المكان الذي كنت أعيش فيه. ما فاجأني حقًا هو أن هذين الأمرين كانا نسبيًا بسيطين، ولكن كان لهما بالتأكيد تأثيرًا علي (انظر الأسبوع الماضي # ٤٨).
بعدما أضفت كل هذه الأشياء إلى بعضها، أدركت أنني لم أكن أشعر بالرضا عن بيتي (احتياجي للمأوى). وأعتقد أن جزءًا من "عدم وعيي" بهذا يرجع إلى واقع أنني أشعر بقدر كبير جدًا من الامتنان لحياتي، ولهذا، فإن النظام والماء هما عاملان مهمان جدًا بالنسبة لي.
في تلك الليلة، صنعت زوجتي علامتين لاصقتين لكلٍ منا وضعتها على مرآة الحمام، علامتي كان مدون عليها ببساطة "النظام، الماء، المأوى". هكذا كنت أرى تلك الكلمات الثلاث كل صباح. بفضل هذا التمرين البسيط، احتفظت بتلك الاحتياجات في وعيي.
حين حل الشتاء، كنت قد قمت ببعض الأبحاث (حول احتياجات المعرفة والكفاءة والتفهم) وقمت بتصميم نظام غير مكلف نسبيًا لتنقية المياه وركبته بمساعدة ابني (احتياج الدعم والحركة). كما أنني قمت بسماعدة ابني أيضًا بنقل متعلقاتي من مخزني القديم، ووضعتها بنظام في قبوي، ثم رتبت ملفاتي. وحتى يومنا هذا، كل يوم، عندي ماء أنظف، ونظام أكثر ومنزل يأويني.
بالرغم من إنني لا أعتبر تلك القصة "درامية"، إلا أنني أعتبرها على جانب من الأهمية. فمن خلال التعاطف والتعاطف الذاتي، تمكنت من استيضاح العديد من الاحتياجات الهامة (كالماء). وبدلًا من أن أستسلم لعدم وجود حل واضح، وضعت ببساطة احتياجاتي نصب عيني. وحين فعلت ذلك، قام عقلي وحدسي بالبقية، لقد اعتنيت بنفسي بنجاح، حتى وإن لم أكن أعلم كيف أفعل ذلك في البداية.
تلك الاحتياجات الخفية الغير مٌلباة التي كانت تأبى بإصرار كان من الممكن بسهولة أن تظل غير ملحوظة، باكتشافي لها والعمل على تلبيتهم بالوقت، أصبحت حياتي أكثر روعة.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب # ١ – تدريب تقييم الاحتياجات – اضغط هناك للذهاب إلى "ورقة تقييم الاحتياجات" واتبع التعليمات، خذ وقتًا كافيًا.
بعد ذلك، حاول تحديد الاحتياجات الغير المٌلباة التي لم تكن على علم بها، ولكنها مهمة بالنسبة لك، وقد تود أن تعمل عليها ... حتى لو كنت لا تعرف كيفية عمل ذلك في هذا الوقت. اكتبها.
ملحوظة: قد يساعدك وضع علامة على الاحتياجات الأقل تحققًا على اليسار والاحتياجات الأكثر أهمية على اليمين.
تدريب # ٢ – ضع احتياجاتك نصب عينيك – اختر أكثر ثلاث احتياجات ترغب في تلبيتها، دونها على ورقة وضعها في مكان بحيث تراها كل يوم (مرآة حمام، الثلاجة باب، إلخ) إذا كنت ترغب في الحصول على القليل من المتعة، يمكنك أن تكون مبدعًا (استخدم ألعاب الورقة من قص ولصق أو الرسم).
تعرف على الاحتياج أو الاحتياجات التي يجب عليك تلبيتها أولًا؛ حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات الثلاث الأصلية التي قمت بتحديدها. بمرور الوقت (لا داعي للعجلة، فقط احتفظ بالقائمة أمامك)، حاول التفكير في طلب أو طلبات يمكنك أن تطلبها من نفسك أو من الآخرين (انظر أسبوع # ١٣ و# ١٥) استمر في ممارسة هذا التدريب حتى تصبح حياتك أكثر روعة.
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس
الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،
الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون،
،الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،
الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون، الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع السابع والثلاثون،
الأسبوع الثامن والثلاثون، الأسبوع التاسع والثلاثون، الاسبوع الاربعون، الاسبوع الحادي والاربعون، الاسبوع الثاني والاربعون، الاسبوع الثالث والاربعون،
،الاسبوع الرابع والاربعون، الاسبوع الخامس والاربعون
الاسبوع السادس والاربعون، الاسبوع السابع والاربعون, الاسبوع الثامن والاربعون، الاسبوع التاسع والاربعون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

