top of page

 

         

دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦

الأسبوع الحادي والخمسون

مع توم بوند؛

مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي

الفكرة

​"التراحم كممارسة روحية 

           ملحوظة: أشعر ببعض الخوف بداخلي بينما أكتب هذا. بعض القلق بخصوص القبول وأن أكون مرئياً ومفهوم. أنوي من خلال هذا مشاركة            اكتشافي وانفتاحي على الحياة. لا أدّعي معرفة "الحقيقة". ببساطة أشارككم أفكاري، بدون توقعات أو تعليمات - كأحد التجارب                        الإنسانية - على أمل أنه يمكنها المساهمة بطريقة ما، وأدعوكم إلى مشاركة آرائكم وردود أفعالكم.

يبدو أنه لدى كل شخص فكرة مختلفة عن معنى كلمة "روحي". فهي تعني لدى البعض التواصل مع غير المعروف، قوة أو كينونة أكبر أو الذات الإلهية، وتعني لدى البعض الآخر التواصل مع الذات، ولدى مجموعة ثالثة التواصل مع كل الأشياء. 

اكتشفت أن التعريف العالمي للروحانية هو التواصل مع شيء ما، فالكلمة المفتاحية هي التواصل.  بصفة شخصية، أُعّرِف التواصل كتجربة للتواصل مع الحياة، وهي تتضمن كل ما سبق.   

التواصل مع المقدس أو الذات الإلهية

يستخدم صديقي ومعلمي (مارشل روزنبرج ) مصطلح "الطاقة الإلهية الحبيبة" للدلالة على طاقة "الحياة" نفسها. وبحسب كلماته "أتواصل مع هذه الطاقة عندما أتواصل مع بني آدم". 

التواصل مع الذات والآخرين

يمكننا القول أن الوجود الروحي هو التقرب إلى ما يناسبنا والبعد عما لا يناسبنا (انظر الأسبوع # ٢٦). وبدا هذا المبدأ سهلاً للغاية لعدة سنوات، واتخذ معنى أكثر خلال ممارستي لمفهوم التراحم.

تدعوني هذه الفكرة البسيطة إلى التعاطف الذاتي والتواصل مع احتياجاتي بوعي، اكتشفت- مرة بعد مرة-  أنه عندما أغذي نفسي بتغذية طاقتي الحياتية (احتياجاتي)، أنني أصبح فضولي ومتحمس لتغذيتها في الآخرين، وبالمقابل، عندما أكون غير متواصل مع الحياة بداخلي، ينقطع التواصل مع الحياة في الآخرين.

يعطيني هذا التدريب البسيط - لرؤية احتياجاتي-  أساسًا لرؤية أفعالي وأفعال الآخرين بتراحم، مع إدراكي لاحتياجاتي واحتياجات الآخرين، يمكن أن أشعر بالتراحم حتى مع الأشخاص الذين يقومون بأقعال لا أحبها أو حتى أمقتها (ومنهم أنا). ولديّ طريقة في اعتبار انقطاع التواصل مع طاقة الحياة كلحظة درامية وليس "حدث شرير" أو شيء "خطأ".  

من منظور الاحتياجات، دائمًا ما يكون لدي طريقة لاختيار التراحم.

التواصل مع الفنان من خلال الفن

كلما جربت العيش بوعي بطاقة الحياة، كلما شعرت بتواصل أكثر مع ذلك الذي لا يمكنني رؤيته أو تصوره... ما أطلق عليه المصدر. أنا متأكد أنني لا أفهم طبيعة الكون، أفكر أنه يوجد بالضرورة شيء ما يحدث يتجاوز قدرتي على الفهم، ولكنه ليس خارج تجربتي.

أزود خبرتي بطاقة الحياة مع زيادة ممارستي للتراحم، كل مرة أخلق أو أُسّهِل تواصلاً مع نفسي أو مع أشخاص آخرين أشعر بالشراكة مع، وتقدير الطاقة بداخل كل شخص منا، وبنفس الطريقة، يمكني تذوق جمال لوحة فنية بدون مقابلة الفنان، ويمكني تذوق هدية الحياة بدون معرفة مصدرها.

لم أقابل (بيكاسو) أو (مونيه )أبدًا، ولكني ممتن لهم لهدية الجمال التي أتلقاها عندما أختبر فنهم. من خلال تقديري لهدية الحياة، يمكن أن أشعر بامتنان مماثل لكل لحظة فيها.

الروحانية كفعل

شجعني أحد زملائي مؤخرًا أن أتساءل عن علاقتي بطافة الحياة: هل أنا ابنها؟ أبوها؟ صديقها؟ حبيبها؟

أعجبني السؤال؛ لأنه يساعدني على التفكير في دوري (أو أدواري) في علاقتي بطاقتي للحياة وكل طاقات الحياة حولي.

شخصيًا، وجد أنني يمكني أن أكون صديقًا للحياة- كل الحياة- بداخلي، بداخلك، وكصديق للحياة، أتساءل دومًا: "ماذا عساي أن أقدم لك؟" أو "ماذا يمكن أن أفعل لتقدير الأشياء التي قدمتها لي؟". كلما درست ومارست التراحم، كلما كان لدي القدرة على الإجابة.

من خلال وعيي بالحياة (المشاعر والاحتياجات)، يمكنني أن أضبط أفعالي (طلباتي) من أجل التناغم، والوئام والصداقة في حياتي...الحب المتبادل والدعم ..... فتُوَلد ممارستي للتراحم مما يعزز الوجود الروحي... وكم هو احساس جميل!

تجربة عملية 

"القطعة المفقودة"

كطفل صغير، تعرفت على الروحانية عن طريق الكنيسة، كان جدي قسًّا. قيل لي وقتها: أنه يوجد شخصية عظيمة بشعر رمادي تجلس على العرش وتدير كل الأمور، وضع هذا الشخص عدة قواعد لاتباعها، أشياء "يجب" فعلها أو "لا يجب" فعلها، وبطريقة ما، كان هناك مجموعة من الأشخاص يوزعون تلك القواعد ويتأكدون من اتباعها، كنت أصدق تلك القصة في البداية، ولكنها بدت غير صحيحة بطريقة ما، وامضيت جزءا كبيرًا من حياتي مرتبكًا بهذا الصدد.

استغرقت سنوات كثيرة في محاولة فهم معنى الحياة بالضبط.،ماذا كان هدفي؟ من أين جأت؟ لماذا أنا هنا؟ عندما انهيت دراستي الجامعية (تخصصت في الفلسفة) بدا واضحًا لي أني لن أتوصل للإجابة بالمعلومات المتوفرة لدي، ويأست من المحاولة.

في عام ٢٠٠١، قرأت كتاب (مارشيل روزنبرج )"التواصل اللاعنفي - لغة حياة"، وتعلمت من خلاله أنه يمكني اختيار أن أرى أفعال الناس كمحاولة لتلبية احتياجاتنا، كان لهذا صدى لدي، وتعلمت أيضًا أنه يمكني رؤية "الاحتياجات" كحياة. مع الوقت، أدركت أني عندما أكون "في خدمة" الحياة (الاحتياجات)، أشعر بالرضا والمعنى، وجدت نفسي مشدودًا لخدمة الحياة بوعي، وجدت طريقة أخيرًا للتواصل مع الحياة بطريقة عميقة المعنى، وذات مصدر داخلي.  

وجدت نفسي، ياللسخرية، مهتم بفعل الكثير من الأشياء التي قيل لي أنه "يجب" فعلها في مرحلة مبكرة من حياتي، ولكنها جاءت بتواصل شديد لما "أريد" فعله هذه المرة.

يمكن أن أرى الآن أن القطعة المفقودة طوال هذه السنوات كانت التواصل الداخلي مع طاقة الحياة، قيل لي أنه علي أن أنظر للخارج عندما كنت أبحث عن الإرشاد والحكمة ومصدر الحب، ولكنهم كانوا جميعًا بداخلي بانتظار أن أجدهم.  

تدريبات هذا الأسبوع

تدريب # ١- تقدير الحياة - يتجح هذا التدريب في عزلة وباستخدام أشياء تعطي بعض الجمال للمكان (شموع أو بخور أو صورة شخص تحبه أو وردة أو أي شيء آخر يعطيك لمحة جمالية). 

اكتب ١٠ أشياء تقدمهم الحياة لك الآن: أشخاص، هواء، قلب ينبض، راحة، حب، طعام في معدتك، معدتك، عيناك، حاسة الشم، أنفك، عقلك، أمك، أطفالك، قدرتك على التفكير أو القراءة…إلخ.

اكتب الاحتياجات التى تلبيها هذه الأشياء.

ثم، اقرأ القائمتين (الأشياء والاحتياجات).

أخيرًا، اغلق عينيك واختبر جسمك، إذا شعرت بالتقدير والامتنان قل أو فكر: "شكرًا، اقرأ القائمة ثانية وكرر العملية لدقيفتين أو ثلاثة، لاحظ ماذا يحدث بداخلك.

تدريب # ٢- المساهمة في الحياة - على مدار الأسبوع القادم، قم باختيار طريقة واحدة على الأقل كل يوم للإسهام في الحياة.

يمكن لهذا أن يكون التبرع بمال لمنظمات تخدم الحياة، ري نباتات، فتح باب لشخص، الابتسام لطفل (أو بالغ)، القول لشخص أن "يستمر في التغيير"، إبعاد حشرة عن منزلك بدلاً من قتلها، إعطاء ورد لشخص ما أو حلواهم المفضلة، أكل طعام صحي…قول لشخص ما تقدره عنهم أو عن ما يفعلون (انظر الأسبوع # ٢٠ والأسبوع # ٢١).

لاحظ إنك تخدم الحياة، لاحظ ماذا يحدث بداخلك.

موارد المجتمع

تسجيل المكالمات

مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١

للتبرع 

جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.

 

مراجع الصفحات والتدريبات

تدريب "التحول نحو التراحم"

قائمتي المشاعر والاحتياجات

الدروس السابقة

الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس 

الأسبوع السادس،  الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر،  الأسبوع الحادي عشر، 

الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر، 

الأسبوع السابع عشر، الأسبوع  الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،  

الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون،

 ،الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،  

الأسبوع الثاني والثلاثون

 الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون،  الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع  السابع والثلاثون،

 الأسبوع الثامن والثلاثون، الأسبوع التاسع والثلاثون، الاسبوع الاربعون، الاسبوع الحادي والاربعون، الاسبوع الثاني والاربعون، الاسبوع الثالث والاربعون، 

،الاسبوع الرابع والاربعون، الاسبوع الخامس والاربعون

الاسبوع السادس والاربعون، الاسبوع السابع والاربعون, الاسبوع الثامن والاربعون، الاسبوع التاسع والاربعون، الاسبوع الخمسون،

الاسبوع الحادي والخمسون

مجموعة الفيسبوك

للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org

حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦

bottom of page