دورة التراحم الإلكترونية ٢٠١٥/ ٢٠١٦
الأسبوع السابع والأربعون
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير التعليم، مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
الفكرة
"رؤية تراحمية لما يثير المشاعر"
بينما نطور ونوسع علاقتنا بالمشاعر والاحتياجات، محاولة فهم بعض مشاعرنا يمكنها أن تكون محيرة ومربكة. وفي بعض الأوقات، ربما يبدو مقدرا مشاعرنا "غير متوازن" أو أكثر حدة مما توقعنا. في مثل هذه المواقف، يمكننا ببساطة أن نحكم على أنفسنا أو الآخرين بأننا "حساسون أكثر مما ينبغي"، أو "مبالغون في رد الفعل". بالرغم من كوننا نستطيع التفكير بهذه الطريقة، هناك بديل آخر أجده أكثر اتصالاً وتراحمًا، وبالتبعية مفيدًا أكثر.
ماذا يحدث عندما "تُثار" مشاعرنا؟
يستخدم مصطلح "استثارة المشاعر" لوصف الأحداث التي تفجر مشاعر بالغة، ويوحي بأنه شيء ما يتراكم بداخلنا بالفعل و"ينتظر الحدوث".
في معظم حالات استثارة المشاعر تلك يكون الاحتياج غير المٌلبى الذي نشعر به بإلحاح غير مٌلبى مرارًا وتكرارًا عدة مرات في حياتنا، غالبًا في فترات عمرية أصغر، حتى إننا نكون قد أسسنا رد فعل "اعتيادي" ومكثف عندما لا يٌلبى هذا الاحتياج.
التعاطف مع الإنسان الآلي
ناقشنا في الأسبوع # ٧ "كينونتنا" مقابل "الإنسان الآلي" بداخلنا. الإنسان الآلي هو الجزء بداخلنا الذي يعمل بناء على العادة. عندما "تستثار مشاعرنا" نعتقد أن "الإنسان الآلي" بداخلنا قد سيطر، ويتفاعل وفقاً للعادة مع احتياجاتنا غير المٌلباة. ربما تكون هذه الأفعال اعتيادية في حدتها، ولكنها مازالت متعلقة باحتياجاتنا. عندما ننجح في فهم هذا، نستطيع التراحم مع تجربتنا، (وليس إسقاطها) من الحسابات، وإدراك احتياجاتنا غير المٌلباة.
العمل مع "مثيرات المشاعر"
تتكون اثارة المشاعر من مكونين: الأول هو فكرة أو حدث، والثاني هو كيف نتفاعل معهما أو نرد عليهما.
مثلما سبق وناقشنا، المشاعر تشبه الرسل في أنها تخبرنا عن احتياجاتنا. في المواقف "المثيرة للمشاعر" يكون الرسول مثل مغني الروك - يغني ويصيح بالرسالة. وأيضاً كما ناقشنا سابقاً، عندما ندرك ونعترف بالرسالة، يميل الرسول إلى الهدوء، ومن ثم يغادر.
إضاءة النور
عندما تتم استثارة مشاعرنا، يكون من الصعب التواصل مع الرسول، لأنه يصعب ربط الرسالة بالحدث في الحال. فعلى سبيل المثال، كنت أغضب جدًا عندما أعلق في طابور طويل في محل، وكنت عادةً ما أقول لنفسي "لا يجب" أن أغضب هكذا، كنت أحارب هذا الشعور ولكن هذا نادر ما نجح.
ثم يومًا ما عندما كنت واقفًا في الطابور تساءلت: " ما احتياجاتي غير المٌلباة حاليًا؟" وكانت الإجابة: هي الفعالية والاختيار والاستقلالية. عندما توصلت إلى تلك الإجابة، أخذت مشاعري تتضح أكثر فجأة.
ربما يكون الانتظار في طابور ليس أمرًا بشعًا إلى هذه الدرجة، لكن احتياجي إلى الفعالية والاختيار والاستقلالية كان عميقًا، فالناس يموتون يوميًا من أجل هذه الاحتياجات، فهم مهمين جداً للإنسانية.
ساعدني إدراك تلك الاحتياجات على اكتساب منظور آخر، أن أفهم أن احتياجاتي هامة للغاية لي ولتعاطفي الذاتي. بعد تحديدها كنت أتفهم أنه هنالك طرق أخرى لتلبية تلك الاحتياجات. وفي الحقيقة، بدأت حتى أن أفهم أنني كنت اختار أن "أعلق" في الطوابير باختياري أن أذهب للتسوق في محلات كنت أعلم جيدًا بازدحامهم في مثل تلك الأوقات.
عندما استطعت "إضاءة النور" بوعيي لاحتياجاتي، أعطاني هذا فرصة لرؤية أن "الوحش لم يكن وحشًا على الإطلاق، كان فقط احتياجاتي في الظلام".
التحدي والفرصة
العمل مع عواطف بالغة يعد تحديًا بالتأكيد، ولكن لأنها شديدة الحدة، يكون من السهل بإمكان الإحساس بهم حينها … وهذا يسهل علينا التعاطف الذاتي والفهم الأعمق لنفسنا، ويمنحنا أيضًا فرصة للتعاطف وفهم أعمق للآخرين الذين يشعرون بعواطف بالغة.
من خلال هذه الممارسة، يمكننا إضافة المزيد من الوضوح والتراحم إلى حياتنا، وهذا يجعل الحياة أكثر روعة.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم
تجربة عملية
"دعوة شيء مرعب إلى غرفة نومي"
عندما كنت شابًا، وحتى في مرحلة لاحقة، كنت دائمًا ما أشعر بالكثير من القلق عندما أكون وحيدًا. أمضيت الكثير من السنوات وأنفقت الكثير من الأموال في محاولة إيجاد طريقة لمنع هذا الإحساس المزعج، واعتقدت أنه "خوف غير منطقي"، وأن عليّ تعلم أن أتجاهله.
بدأت دراسة العيش التراحمي، وحينها فقط حدث شيء جديد غيّر حياتي للأبد، أتذكر تلك اللحظة جيدًا.
كنت مستلقيًا على السرير ذات ليلة بعد أن غادر صديقي المقرب، كنا قد عدنا لتونا من عطلة جميلة ومرحة، وقرر هو أنه يفضل أن يستيقظ في الصباح في منزل أسرته؛ ولذا غادر برغم من طلبي منه أن يبقى.
كنت قد شعرت بالقلق يتسرب؛ قاومته، وفي صراعي كنت أستطيع الشعور بطاقة القلق تتراكم بداخلي كعاصفة على وشك أن تضرب بركانًا شريرًا، قاومت أكثر، بدأ قلبي في الدق بقوة وسرعة شديدة حتى شعرت بصدري يؤلمني وبأذني تصّفر، ثم حدث كل شيء.
في لحظة تعاطف ذاتي، شعرت بالفضول ورغبت في معرفة ماذا تحاول مشاعري أن تقول لي.ماذا كنت أريد؟ بماذا كنت أشعر؟ ما الحدث المهم والمتكرر الذي كان يذكرني به؟
بدا لي أولاً أنه علىّ أن أدعو هذا الشعور إلى داخل جسدي، وليس مقاومته، لأنه ولأول مرة في حياتي، توقفت عن مقاومة القلق، أتذكر أني فكرت "حسنًا، هذا لن يقتلني"، فقط أشعر به، تحدثت إلى الشعور في رأسي: "حسنًا تفضل".
في هذه اللحظة تحديدًا، كنت أشعر بجسمي يبدأ في الاسترخاء، كنت "مع" قلقي ولا أقاومه، توقف قلبي عن الخفقان بشدة، أدركت أن القلق كان أنا في محاولتي لحماية نفسي من المشاعر العميقة والمخيفة، وأتذكر شعوري بالامتنان نحو قلقي وإطلاق سراحه.
بدأت في الانزلاق نحو حزن ووحدة عميقة، وأحضرت هذه المشاعر "الجديدة" وعيًا جديدًا ساعدني على فهم عمق اشتياقي للرفقة والصحبة والاختيار، وأدركت كيف أني كنت أتوق إلى تلبية هذه الاحتياجات منذ طفولتي.
تحولت تجربتي. الشعور بهذه المشاعر والتواصل مع هذه الاحتياجات غيّر كل شيء بالنسبة لي … هناك، في التو واللحظة، ودومًا بدا العالم مختلفًا بشكل ما.
منذ تلك الليلة، لم أشعر و لو مرة واحدة بمستويات عميقة من القلق مثلما كنت أفعل. في عدة مناسبات منذ حينها، بدأ قلقي يراودني، وفي كل مرة كنت أدعوه للدخول، وبهذا كنت أرجع إلى حالة من التواصل مع الذات. لم يعد البقاء وحيدًا يثيرني، في الحقيقة بدأ يروق لي. بالرغم من نجاحي في التعامل مع هذا "المثير" لمشاعر الوحدة، الا أنني أدرك أن عليّ الكثير من "المثيرات" الاخرى لأعمل عليها، كل منها يمثل تحدياً وفرصة لجعل الحياة أروع.
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب # ١- إيجاد "ما يثير مشاعرك" - فكر في حدث أو أحداث متكررة في حياتك تشعر فيها برد فعل قد يكون مبالغ فيه بالنسبة لك أو يسبب لك الضيق، اكتب إجابات هذه الأسئلة:
ما الحدث المحفز؟ (يمكنك كتابة هذا كملاحظة أو على شكل حكم).
متى يحدث؟
كيف يحدث؟
هل يحدث ذلك مع شخص معين؟
هل يذكرك بأي من ذكريات طفولتك؟
تدريب # ٢- اعمل على ما يثير مشاعرك- هذا تدريب رائع جدًا للعمل عليه مع صديقك التعاطفي. يمكنك البدء بمثيرات أبسط وأقل حدة إن أمكن، ثم الاستمرار إلى المواقف الأكثر حدة.
١- بالكتابة، صف موقف أثار مشاعرك بشدة.
٢- اكتب أحكامك، أو القصة التي تقولها بنفسك عن الحدث.
٣- تعاطف مع نفسك أو أحصل على تعاطف لتحديد مشاعرك واحتياجاتك تجاه هذه الموقف أو القصة.
٤- صف ما أثار مشاعرك كملاحظة فقط.
٥- تعاطف مع نفسك أو أحصل على تعاطف ثانيةً لتحديد مشاعرك واحتياجاتك في هذه اللحظة.
٦- تواصل مع احتياجاتك التي حددتها بتجسيدها (انظر التدريب # ٢ في الأسبوع # ٢٧).
٧- خد عدة دقائق للتنفس والتفكير في التجربة.
٨- انظر إذا كان لديك رؤية أخرى عن الطريقة ااتي تظهر بها هذه الاحتياجات في حياتك أو إذا كنت تفكر في أي طلبات يمكنك طلبها من نفسك أو الآخرين.
ملحوظة: هذا تدريب جيد جدًا لمشاركتة على مجموعة الفيس بوك. لدينا حوالي شهر لنتواصل ثانية. مشاركة تجاربنا تساعدنا على جعل حياتنا أروع.
موارد المجتمع
مواعيد المكالمات الشهرية: اكتوبر ٢١- نوفمبر ١٨- ديسمبر ١٦ - يناير٢٠ - فبراير ١٧- مارس ١٦- ابريل ٢٠ - مايو ١٨ - يونيو ١٥ - يوليو ٢٠ - اغسطس ١٧ - سبتمبر ٢١
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
الدروس السابقة
الأسبوع الأول، الأسبوع الثاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع، الأسبوع الخامس
الأسبوع السادس، الأسبوع السابع، الأسبوع الثامن، الأسبوع التاسع، الأسبوع العاشر، الأسبوع الحادي عشر،
الأسبوع الثاني عشر، الأسبوع الثالث عشر، الأسبوع الرابع عشر، الأسبوع الخامس عشر، الأسبوع السادس عشر،
الأسبوع السابع عشر، الأسبوع الثامن عشر، الأسبوع التاسع عشر، الأسبوع العشرون، الأسبوع الحادي والعشرون، الأسبوع الثاني والعشرون،
الأسبوع الثالث والعشرون، الأسبوع الرابع والعشرون، الأسبوع الخامس والعشرون، الأسبوع السادس والعشرون،
،الأسبوع السابع والعشرون، الأسبوع الثامن والعشرون، الأسبوع التاسع والعشرون، الأسبوع الثلاثون، الأسبوع الحادي والثلاثون،
الأسبوع الثالث والثلاثون، الأسبوع الرابع والثلاثون، الأسبوع الخامس والثلاثون، الأسبوع السادس والثلاثون، الأسبوع السابع والثلاثون،
الأسبوع الثامن والثلاثون، الأسبوع التاسع والثلاثون، الاسبوع الاربعون، الاسبوع الحادي والاربعون، الاسبوع الثاني والاربعون، الاسبوع الثالث والاربعون،
،الاسبوع الرابع والاربعون، الاسبوع الخامس والاربعون
الاسبوع السادس والاربعون، الاسبوع السابع والاربعون
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦