دورة التراحم الإلكترونية
درس تجريبي ٢
مع توم بوند؛
مؤسس ومدير مركز نيويورك للتواصل اللاعنفي
مدرب معتمد، التواصل اللاعنفي، مركز التواصل اللاعنفي
الفكرة
"المزيد عن التقدير"
"إن أعظم هبة يمكن امتلاكها هي القدرة على تقدير القيمة الحقيقية للأشياء".
--فرنسوا دي لا روشفوكو.
التقدير والمديح
تربّيت منذ نعومة أظافري على سماع عبارات مثل"طفل صالح" أو "عمل جيد". كان من الجميل سماع عبارات "الاستحسان" هذه، إلا أنها كانت دائمًا ما تجعلني أتساءل: ما "الجيد" فيما فعلت؟ كما أنها كانت تصيبني ببعض التوتّر: "هل يعني هذا أنني لن أكون صالحًا إن فعلت شيئًا آخر؟".
تلك كانت "التعليمات" التي تلقّيتها لتلقيني كيف أكون إنسانًا، وكان هذا هو"المديح" الّذي كنت أتلقّاه من "الأشخاص المسئولين". من خلال هذا "المديح"، تعلّمت أن بعض الأفعال تُكسبني صفة "صالح"، كما أنها كانت تذكّرني أنني قد أخسر تلك الصفة إذا ما قرّر "الأشخاص المسئولون" أن سلوكي لم يكن جيدًا.
تلك الطريقة في التواصل مع الآخرين تحوّلت إلى شيء جديد بالنسبة لي، إذ شققت طريقي نحو حياة أكثر تراحماً وتواصلاً. أدركت أن العديد من عبارات "المديح" التي كنت أتلقّاها كانت تهدف غالبًا لحثّي على "التصرف جيّدًا"، بينما كانت بعض العبارات الأخرى تهدف لجعلي أعلم أن هناك من قدّر أفعالي، وكان ممتنًا لما فعلت. كان شعوري تجاه تلك الفئة الثانية مختلفًا، فقد كانت تُشعرني بالتواصل والوضوح. ولعلّ هذا هو ما كنت أريد أن أفهمه وأن أكون جزءًا منه؛ تلك العبارات لم تكن مديحًا، وإنما كانت تقديرًا.
عش حياة زاخرة بالتقدير
يكمُن جانب كبير من ممارسة التقدير في أننا نستطيع- بما تعلّمناه حتى الآن من مهارات خلال الدورة - أن نحيا حياةً أكثر عمقًا وإشباعًا عن طريق وعينا بهذا الأمر، كما يمكننا أن نتشاركه مع الآخرين عن طريق الحديث، كما تعلّمنا الأسبوع الماضي.
يمكنني استخدام مهارات الإحساس بالمشاعر وربطها باحتياجاتي المشبعة، من أجل ملاحظة كميّات الإشباع الوفيرة التي أمرّ بها خلال يومي. الآن، وأثناء كتابتي لتلك الكلمات، يمتلئ عقلي بالأفكار التي يترجمها لكلمات، ثم ينظّمها في جمل، مساعدًا جسمي في كتابتها على شكل الرسالة التي تقرئونها الآن، ومساعدًا إياي على مشاركتها معكم: التعبير عن الذات. كل هذا في حين أجلس في مكتب ترتفع درجة حرارته أربعين درجة على الأقل عن الخارج، أجلس في راحة تامّة، يضخّ قلبي الحياة في جسمي، تمدّني رئتاي بالهواء النقي، في حين تساعد الأشجار في إنتاج هذا الهواء النقي، وتدور تلك البقعة الكبيرة من الماء والكرة الأرضية والحياة في الفضاء، وتعطينا الشمس الدفء والضوء: الراحة والأمن والرعاية والرفاهية وراحة البال والإحساس بالانتماء. هذا ما أتحدّث عنه. أشعر بهذا، ألاحظه. أرى أن آلاف الأشياء التي تحدث تلبّي احتياجاتي، بإمكاني أن أستمرّ، وسأفعل (بالرغم من أنني سأتوقّف الآن حتى يتثنّى لي أن أعاود الكتابة هههههههه)، إذ يجعل هذا حياتي وحياة من حولي أكثر متعة.
تَلَقِّي التقدير
لقد وضعت أنا وزوجتي تدريبًا يقضي بتخصيص بضع دقائق يوميًا نعبّر فيها لبعضنا البعض عن مدى تقديرنا للمساهمة التي يقدّمها أحدنا للآخر. في البداية، كان الأمر غير مريح بالنسبة لي، وبعد تفكير، أدركت أن ذلك كان سببه أن التقدير في فترة النمو كان دائمًا ما يكون مصحوبًا بإحساس "القبول" والموافقة والسلطة الفوقية، كما كان يولّد أحيانًا شعورًا بالقلق.
بمرور الوقت، تعلّمت أن أتلقّى التقدير كـ"مصدر انتعاش" وليس كـ"مصدر حياة"، حيث أصبح التقدير شيئًا يضيف إلى حياتي، وليس شيئًا أعتمد عليه لأشعر بالرضا عن نفسي. هذا التحوّل منحني تجربة جديدة تمامًا؛ تجربة مليئة بالاختيارات والمتعة.
لاحظت أيضًا أنه بدلاً من التفكير فقط فيما فعلنا أو نفعل، إذا ما فكّرنا تحديدًا في الاحتياجات الّتي نساهم في تلبيتها لبعضنا البعض من خلال أفعالنا، تكون تجربتنا أكثر عمقًا وإشباعًا.
اذهب إلى صفحة دورة التراحم الرئيسية
تجربة عملية
"تجربة مؤثرة"
منذ عدة سنوات، عندما كنت أعيش في غرب منهاتن، كنت متواجدًا بمكتبتي المفضلة بارنزآند نوبل في برودواي. بينما كنت أقف في الصف منتظرًا دوري لصعود السلّم الكهربائي- كما هي العادة في المدينة- شاهدت أبًا وابنه ذا الثلاثة أعوام يقتربان من السلالم المتحركة. كان الأب يحمل بيديه مشتريات يوم كامل، وكان ابنه يتبعه. حين صعد الأب السلّم، وقف الابن بلا حراك محاولاً بصعوبة اختيار الوقت المناسب لوضع قدمه على السلم والصعود؛ فصاح بصوت صغير مرعوب :"أبي". سرعان ما أدرك الأب ما يحدث، بينما كان يشاهد في يأس المسافة بينهما تزداد.
عند رؤيتي لهذا المشهد، مددت يدي للفتى الصغيرالمرتبك قائلاً له: "تشبّث بيدي". تمكّن الفتى من الإمساك بيدي فقلت له: "جاهز؟ هيا بنا". صعدنا السلّم سويًا، وحين وصلنا إلى الطابق الأعلى ووقفنا على أرض صلبة، نظر مباشرة في عيني متنفّسًا الصعداء، قائلاً ربما أفضل "شكرًا" صغيرة نابعة من القلب سمعتها في حياتي. لقد كانت صادقة للغاية ودافئة ومليئة بالتقدير، حتى أنني أوشكت على البكاء من فرط السعادة التي سبّبها لي هذا التبادل الرائع. ها أنا أشعر بالدفء الآن بينما أسرد تلك التجربة؛ إذ أمكنني أن أرى وأشعر بوضوح بما عناه هذا الموقف لصديقي الصغير وأبيه الذي شعر بارتياح وسعادة شديدين. تلك اللحظة التي قد تبدو "صغيرة" كانت رائعة للغاية بالنسبة لي، وفي هذا أدين بالفضل لممارستي للتراحم. بفضل قدرتي على التواصل بشدة مع مشاعر هذا الفتى الصغير وإشباع حاجته في تلك اللحظة، عشت لحظة سأظل أقدرها للأبد.
لازال هناك المزيد لنتعلّمه كلّما تقدّمنا في دورة التراحم...
يرجى قراءة الجزء الأخير من هذا البريد الإلكتروني للحصول على معلومات حول المكالمة الشهرية، مجموعة الفيسبوك٬ الدروس السابقة، والموارد ومعلومات هامة.
اذهب إلى صفحة دورة التراحم الرئيسية
تدريبات هذا الأسبوع
تدريب #١ – تحقّق مرة أخرى – كما فعلنا الأسبوع الماضي، اكتب قائمة بالأشياء التي تحدث لك والاحتياجات التي أُشبِعَت لديك في تلك اللحظة؛ على سبيل المثال: التنفّس/هواء، قراءة ذلك/التعلّم والنمو، المكوث في مبنى/الأمن... دوِّن من عشرة إلى عشرين. بما تشعر؟
تدريب #٢ – قدِّر نفسك – اكتب ثلاث وسائل تساهم بها في إثراء حياتك الخاصة، وثلاثة أشياء تفعلها أو فعلتها وأنت مستمتع، ثم اكتب الاحتياجات التي لبّيت لديك، ثم انظر في المرآة وقل: "شكرًا لك". ملحوظة: من الصعب فعل هذا دون أن نبتسم... أوه حسنًا... أظن أننا يجب أن نبتسم.
تدريب #٣ – تبادُل التقدير بشكل متجدّد – تذكّر شيئًا قاله أو فعله أحد ما وساهم في تلبية احتياجاتك. اسأله إن كان يرغب في أن تطلعه على شيء تقدّره، ثم اخبره بما حدث لك، كيف شعرت وما الاحتياج أو (الاحتياجات) التي لبّيت لديك؛ على سبيل المثال: "كنت أرغب في إخبارك كم أنا ممتن
لأنك رافقتني إلى السينما الليلة الماضية، ولجميع الأوقات التي قضيناها معاً. فصداقتك والبهجة التي تدخلها إلى قلبي يصنعان فرقًا كبيرًا في حياتي. شكراً لك."
يمكنك أن تفعل ذلك عبر إرسال إيميل أو كارت.
اذهب إلى صفحة دورة التراحم الرئيسية
مصادر إضافية
جدول الرسائل
كل أربعاء، يتم نشر رسالة عبر الإنترنت، وإرسالها عبر البريد الإلكتروني، بدايةً من ٣٠ نوفمبر.
ستستمر الدورة لمدة ٥٢ أسبوعًا، تنتهي في نوفمبر من العام القادم.
المكالمات الجماعية الشهرية
في ثالث أربعاء من كل شهر، في تمام الساعة الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة، نتواصل سويًا عبر مكالمة جماعية مدتها ساعة، لمنحكم مزيد من العمق والوضوح. سنقوم خلال المكالمة بمراجعة رسائل الأسابيع السابقة، وسيقوم توم بالرد على الأسئلة. يمكنكم الانضمام إلى المكالمة عن طريق "نظام المكالمات الالكتروني" أو عن طريق التليفون.
مواعيد المكالمات هي كالتالي:...
يتم التسجيل المكالمات لمن لا يستطيع التواجد. ستجدون روابط التسجيلات في نهاية هذا الايميل.
تاريخ وموعد المكالمة التالية:
٢١ ديسمبر ٢٠١٦، الساعة الثامنة مساءا
الانضمام إلى المكالمة الجماعية عبر مؤتمر الفيديو
يتطلب الانضمام إلى المكالمات الجماعية الشهرية عدة خطوات. وحتى يتثنّى لكم الحصول على أفضل تجربة ممكنة عند استخدام نظام المكالمات المرئية، وفّرنا لكم أدناه مجموعة من الإرشادات المكتوبة، بالإضافة إلى فيديو إرشادي عن كيفية استخدامه.
اضغط هنا لمشاهدة الفيديو
إرشادات حول استخدام نظام المكالمات الجماعية الالكترونية الخاص بنا
(متاح في جميع أنحاء العالم)
يتيح نظام المكالمات الجماعية الالكترونية الخاص بنا المشاركة عبر إحدى وسيلتين: المكالمات الصوتية أو المرئية. المكالمات الصوتية: ما يعني أنك حين تختار أن تسال سؤالاً، فإن صوتك فقط سيكون مسموعًا. المكالمات المرئية: ما يعني أنك حين تختار أن تسأل سؤالاً، فإن صوتك سيكون مسموعًا ووجهك سيكون مرئيًا للجميع. تذكّر جيدًا: المرة الوحيدة التي يظهر فيها وجهك أو صوتك هي حين تختار أن تسأل سؤالاً. عدا ذلك، يظل الجميع في وضع الصمت. كذلك يمكنك المشاركة في المكالمة دون كلام.
للانضمام إلى المكالمة الجماعية عبر النظام الخاص بنا، اضغط على الرابط أدناه.
سيُطلب منك إدخال اسمك وبريدك الالكتروني. بمجرّد أن تدخل تلك المعلومات، سيصبح بإمكانك المشاركة في المكالمة. هام: ننصح بشدة باستخدام اسم مستعار عند المشاركة في المكالمة، (إذا اخترتم الانضمام إلى المكالمة الصوتية فقط، سيظهر الاسم وعنوان البريد الالكتروني الذي قمتم بإدخاله على الشاشة).
اضغط هنا للانضمام إلى المكالمة الجماعية
تاريخ المكالمة الشهرية: ٢١ ديسمبر ٢٠١٦
المشاركة في المكالمة الجماعية عن طريق التليفون
ستتضمن الرسالة الخاصة بالتذكير بالمكالمة، والمرسلة على البريد الالكتروني قبل موعد المكالمة بـ٢٤ و ٧٢ ساعة، قائمة الأرقام، وذلك لمن يرغب في المشاركة في المكالمة الجماعية عن طريق التليفون.
مجموعات التراحم على الفيسبوك
لدينا مجموعات فيسبوك من أجل توفير الدعم والتواصل. اضغط هنا للانضمام إلى مجموعة (مجموعات) الفيسبوك العالمية.
"مجموعة دورة التراحم لعام ٢٠١٦"
هذه مجموعة "سرية" خاصة بأعضاء دورة التراحم لعام ٢٠١٦ فقط.
الأسابيع السابقة
هذا القسم سيتضمن روابط إلى رسائل سابقة على مدار الدورة.
ولأن رسائل الدورة منظمة بعناية ومنشورة بترتيب خاص للغاية (كما أنها تتضمن معلومات شخصية)، يرجى الحفاظ على سرية تلك الرسائل وعدم تشاركها مع آخرين من خارج الدورة. هكذا يمكننا الحفاظ على تكامل وفاعلية الدورة والرسائل، وكذلك احترام خصوصية توم.
الأسئلة
قد نتلقّى رسائل إلكترونية أكثر مما يمكننا التعامل معه في تلك الفترة، لذا نرجو التحلّي بالقليل من الصبر.
بعض الأسئلة الخاصة بمحتوى الدورة سيتم الرد عليها خلال المكالمات الجماعية. إذا كان لديكم أسئلة أو احتجتم المساعدة فيما يتعلّق بأي شيء آخر، يرجى مراسلة
arabic_coordinator@nycnvc.org
تسجيلات المكالمات
اضغط هنا للاستماع إلى التسجيلات السابقة
تسجيل المكالمات (متوفرة بعد المكالمة الأولى)
برجاء ملاحظة الآتي: يمكنك الاطلاع على ملف التسجيلات دون حاجة إلى إنشاء حساب على Dropbox. إذا ظهرت لديك النافذة الخاصة بإنشاء حساب على Dropbox، اضغط على زر "لا شكرًا، استمر في التصفح". (حسابات Dropbox مجانية، في حال كنت مهتمًا بالتسجيل).
تحميل تسجيلات المكالمات
لتحميل تسجيلات المكالمات على حاسبك أو هاتفك المحمول، اضغط اولاً على ملف التسجيلات بالأعلى، وبداخله يمكنك اختيار التسجيل الذي تود الاستماع إليه. يمكنك الاستماع إلى التسجيل على Dropbox media player، أو يمكنك الضغط على زر "تحميل" في أعلى الفيديو، في الجانب الأيمن. اضغط هنا لمشاهدة فيديو إرشادي عن كيفية الوصول إلى التسجيلات وتحميلها.
للتبرع
جميع العاملين على دورة التراحم باللغة العربية هم متطوعون بوقتهم و مجهوداتهم حتى نستطيع تقديم الدورة مجانا لكل من يرغب. ولكننا لا نستطيع تغطية نفقات الدورة واستمرار ادارتها وتقديمها للآخرين في جميع أنحاء العالم بدون تبرعاتكم. أي مبلغ ولو بسيط يساعدنا بشكل كبير على البقاء واستمرار الخدمات، حيث أن نشاطنا قائم على التبرعات. للتبرع بأي مبلغ اضغط هنا.
مراجع الصفحات والتدريبات
تدريب "التحول نحو التراحم"
قائمتي المشاعر والاحتياجات
الدروس السابقة (إبتداء من الدرس القادم)
مجموعة الفيسبوك
للاتصال: arabic_coordinator@nycnvc.org
حقوق النشر محفوظة – توم بوند ٢٠١٦